اتّهمت وزارة الدفاع الأوكرانية اليوم الثلاثاء، الروس بعدم احترام الممر الإنساني في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب شرقي البلاد، في اليوم الثالث عشر من الهجوم الروسي.
وكتبت الوزارة على صفحتها في فيسبوك: "شنّ العدو هجومًا في اتجاه الممر الإنساني بالتحديد". وأكدت أنّ الجيش الروسي "لم يسمح للأطفال والنساء والمسنين بالخروج من المدينة".
"إبادة جماعية"
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان: إن هذه التصرفات ليست إلا إبادة جماعية"، فيما غرّدت وزارة الخارجية الأوكرانية من جانبها: "هناك انتهاك لوقف إطلاق النار!".
وبحسب كييف، اتخذ الأوكرانيون "ترتيبات" تشمل "إخلاء الطرق" باتجاه زابوروجيا، على مسافة 250 كيلومترًا شمال غرب ماريوبول، بهدف السماح بإجلاء المدنيين من هذه المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 450 ألف نسمة.
وتأتي هذه التهديدات فيما يدخل الهجوم الروسي على أوكرانيا أسبوعه الثاني، حيث يحاصر الجيش الروسي ماريوبول منذ أيام، وفي وقت بدأ فيه اليوم الثلاثاء سريان وقف إطلاق النار المؤقت في أوكرانيا، بغية إجلاء المدنيين من 5 مدن بينها العاصمة كييف.
تبادل الاتهامات
وسبق لكييف أن اتهمت موسكو بعرقلة إجلاء الأوكرانيين من المدينة، إذ قالت السلطات المحلية في مدينة ماريوبول الأحد الماضي إن قافلة سيارات تقل أشخاصًا يجري إجلاؤهم لم تتمكن من مغادرة المدينة المحاصرة، لأن القوات الروسية واصلت القصف على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت.
كما أُرجئت السبت عملية إجلاء سكان ماريوبول، بسبب "الانتهاكات الروسية" المتعددة لوقف إطلاق النار، حسبما أعلنت السلطات الأوكرانية.
فيما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية بإحباط عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد.
وخلال المكالمة أشار بوتين إلى أن "كييف تواصل عدم احترام الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول هذه المسائل الإنسانية"، مضيفًا أنّ "القوميين الأوكرانيين منعوا إجلاء" المدنيين السبت من ماريوبول ومدينة فولنوفاخا القريبة، بحسب ما أورد الكرملين.
وستشكل سيطرة موسكو على مدينة ماريوبول، التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحوّل مهمة في الهجوم على أوكرانيا.
فهي ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية في دونباس من جهة أخرى.
وأطلقت روسيا، فجر 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وإثر ذلك، توقّع مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي اليوم الثلاثاء، أن يتجاوز عدد اللاجئين الفارّين من الحرب في أوكرانيا المليونين خلال 48 ساعة.