يستمر الهجوم الروسي على أوكرانيا في يومه الواحد والثمانين، وسط غياب أي أفق للحل السياسي، بينما تسارع الدول المحيطة بروسيا إلى تقديم طلبات للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، خوفًا من مصير مماثل لأوكرانيا.
ومن المتوقّع أن تقدّم فنلندا اليوم الأحد طلب انضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأمر الذي يثير استياء موسكو، لا سيما أن الأمر نفسه قد يصدر عن السويد في الأيام المقبلة.
عسكريًا، وبعد أن انتظرت أيامًا قبل أن تسمح القوات الروسية بمغادرتها ماريوبول، وصلت السبت قافلة كبيرة من السيارات والشاحنات الصغيرة، التي تقل لاجئين من المدينة المحاصرة إلى مدينة زاباروجيا التي تسيطر عليها أوكرانيا.
أكبر عملية إجلاء منفردة من ماريوبول
وقال أحد مساعدي رئيس بلدية ماريوبول: إن القافلة تضمّ ما بين 500 و1000 سيارة، وهو ما يمثّل أكبر عملية إجلاء منفردة من المدينة منذ بدء الحرب على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.
دبلوماسيًا، أبلغ الرئيس الفنلندي سولي نينيستو نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، بخطط بلاده للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأكد نينيستو في بيان صادر عن الرئاسة، أن هلسنكي "تريد التعامل مع القضايا العملية المتمثلة في كونها دولة مجاورة لروسيا بطريقة صحيحة ومهنية".
في المقابل، اعتبر بوتين خلال الاتصال أن إنهاء الحياد العسكري لفنلندا سيكون "خطأ"، مشددًا على عدم وجود "تهديد لأمن فنلندا".
سيدروف: فنلندا مجبرة
وفي هذا الإطار، أوضح يفغيني سيدروف الباحث السياسي الروسي أن عضوية فنلندا في الأطلسي ستُترجم على أرض الواقع في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وقال سيدروف في حديث إلى "العربي" من موسكو: إن روسيا لا تشكّل أي تهديد على أمن فنلندا، لا بل إن العلاقات بين البلدين طبيعية وقوية جدًا في المجالين الاقتصادي والتجاري.
وحول خطوات الرد الروسية قال: إن موسكو قد تعمد إلى تعزيز قواتها العسكرية في المناطق الحدودية بين البلدين، مؤكدًا أنه لا يعتقد أن تنشر روسيا قوى نووية أو بنى تحتية هناك.
واعتبر أن فنلندا لم تقدِم على هذه الخطوة خوفًا من هجوم روسي على أراضيها مماثل للهجوم على أوكرانيا، إنما أُحبرت على هذه الخطوة تحت ضغوط من الدول الغربية.
وأوضح أنه كي يحدث هذا الاجتياح يجب أن يكون هناك تشابه في الأوضاع بين فنلندا وأوكرانيا، مشددًا على أنه ليس لدى فنلندا أي دوافع للقلق بشأن أي نوايا عدوانية من روسيا تجاهها.
وشرح أن فنلندا ستقدّم صيغة مخفّفة لعضوية الناتو، بحيث تتخلّى عن شرط نشر قواعد عسكرية أجنبية تابعة للناتو على أراضيها، وهذا ما يخفّف من تأثير عضوية هلسنكي في الناتو على العلاقة مع روسيا.