أكدت وزارة الدفاع التركية، اليوم الثلاثاء، أن خمس سفن أخرى تحمل ذرة وقمحًا غادرت الموانئ الأوكرانية، بواقع ثلاث سفن من ميناء تشورنومورسك واثنتين من بيفيدني بموجب اتفاق بوساطة الأمم المتحدة لاسئتناف تصدير الحبوب من هذا البلد الذي يتعرض لهجوم عسكري من قبل روسيا للشهر السادس على التوالي.
وأضافت الوزارة أن مركز التنسيق المشترك، الذي يعمل به أفراد من روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، سيُفتش اليوم الثلاثاء أربع سفن أخرى ستتجه إلى أوكرانيا.
وأظهرت البيانات من رفينيتيف أيكون أن من بين السفن التي ستغادر اليوم الثلاثاء، السفينة بريف كوماندر التي تحمل أول شحنة من المساعدات الغذائية الإنسانية لإفريقيا تغادر من أوكرانيا منذ الهجوم الروسي فجر 24 فبراير/ شباط الماضي الذي عطل إمدادات الحبوب ودفع بمخاوف عالمية لمنع حدوث مجاعات في بعض الدول، قبل أن يتوصل إلى اتفاق إسطنبول للحبوب.
ووفقًا لوزارة البنية التحتية الأوكرانية، فإن السفينة "بريف كوماندر" تحمل على متنها 23 ألف طن من القمح توجهت إلى جيبوتي، ومن المقرر أن تتوجه الإمدادات بعد ذلك للمستهلكين في إثيوبيا.
إلى ذلك، أظهرت بيانات رفينيتيف أيكون، اليوم الثلاثاء، أن السفينة "بريف كوماندر" غادرت ميناء بيفديني الأوكراني.
ووقعّت روسيا وأوكرانيا بواسطة تركية وبرعاية الأمم المتحدة الشهر الفائت، اتفاقًا يهدف إلى السماح بالمرور الآمن للسفن التي تدخل وتخرج من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود أغلقتها روسيا منذ بداية الحرب.
وبدأت أوكرانيا في استئناف صادرات الحبوب في إطار اتفاق يشرف على تنفيذه مركز التنسيق المشترك في إسطنبول، حيث يعمل موظفون من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة.
ورغم ذلك، لا يزال ما يقرب من 20 مليون طن من الحبوب من محاصيل العام الماضي عالقًا في البلاد.
أوكرانيا: ثلاثة ملايين طن حبوب يمكن تصديرها
في غضون ذلك، أفاد نائب وزير البنية التحتية الأوكراني يوري فاسكوف، اليوم الثلاثاء، بأن بلاده يمكنها تصدير ثلاثة ملايين طن من الحبوب من موانئها في سبتمبر/ أيلول، وقد تتمكن في المستقبل من تصدير أربعة ملايين طن منها شهريًا.
وأضاف أن أوكرانيا تلقت طلبات لوصول 30 سفينة إليها في الأسبوعين المقبلين لتصدير الحبوب.
وتراجعت صادرات أوكرانيا من الحبوب منذ العملية الروسية، وأغلقت موانئها على البحر الأسود.
لكن فُتحت ثلاثة موانئ على البحر الأسود الشهر الماضي، بموجب اتفاق بين موسكو وكييف جعل من الممكن إرسال مئات الآلاف من الأطنان من الحبوب الأوكرانية إلى المشترين.
وهي الشحنة الأولى من المساعدات الغذائية التي تغادر أوكرانيا منذ أن وقّعت كييف اتفاقًا في يوليو/ تموز مع روسيا بوساطة تركية وبإشراف الأمم المتحدة، ينص على استئناف تصدير حبوب أوكرانيا بعدما توقّف بسبب الحرب بين البلدين.
وتراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بداية الحرب بسبب إغلاق موانئها على البحر الأسود، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية وأثار مخاوف من حدوث نقص في إفريقيا والشرق الأوسط.
لكن تم فتح ثلاث موانئ على البحر الأسود الشهر الماضي بموجب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، مما أتاح الفرصة لإرسال مئات الآلاف من أطنان الحبوب الأوكرانية إلى المشترين.
17 سفينة غادرت الموانئ الأوكرانية
وتأكد لوزارة البنية التحتية الأوكرانية أن 17 سفينة غادرت بالفعل الموانئ الأوكرانية وعلى متنها أكثر من 475 ألف طن من المنتجات الزراعية.
وكان وزير البنى التحتية الأوكرانية أولكسندر كوبراكوف قد قال الأحد في ميناء بيفديني "آمل أن تصل بواخر أخرى مستأجرة في إطار برنامج الأغذية العالمي إلى موانئنا، وآمل أن تكون هناك قريبًا باخرتان أو ثلاث إضافية".
وغادرت أول سفينة تجارية في الأول من أغسطس/ آب الجاري، وانطلقت 16 باخرة من أوكرانيا منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وفق تعداد للسلطات الأوكرانية، لكن لم تكن غادرت بعد أي باخرة إنسانية تابعة للأمم المتحدة الميناء.
وتعتبر أوكرانيا وروسيا من أكبر الدول في العالم المصدرة للقمح الذي تشهد أسعاره ارتفاعًا كبيرًا بسبب الحرب.
ويؤكد برنامج الأغذية العالمي أن 345 مليون شخص، وهو رقم قياسي، في 82 بلدًا، يواجهون اليوم انعدامًا في الأمن الغذائي، فيما تُهدّد المجاعة نحو 50 مليون شخص في 45 بلدًا إن لم يحصلوا على مساعدات إنسانية.
وقبل أيام أكد الممثل الأعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن اتفاق إسطنبول لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية "أتاح الفرصة لإيصال الحبوب لبرنامج الأغذية العالمي".
واتهم بوريل روسيا باستخدام الغذاء "سلاحًا"، لافتًا إلى أن ممارسات موسكو "أدت إلى تفاقم الجوع في العالم".