تواجه إيران اتهام منظمات حقوقية والأمم المتحدة بالاستهزاء بالتزامتها الدولية وذلك بعد تنفيذها حكم إعدام شخص أُدين بجريمة قتل ارتكبها حين كان قاصرًا.
ونُفذ حكم الإعدام، فجر اليوم الأربعاء، في حق آرمان عبد العالي (25 عامًا)، في سجن رجائي شهر قرب طهران بموجب "قانون القصاص" لإدانته بقتل صديقته، كما أفاد موقع السلطة القضائية "ميزان اونلاين".
وقد أرجئ تنفيذ إعدام عبد العالي مرات عدة عام 2020، ثم في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بعد احتجاجات لمنظمات دولية.
وأشار محمود أميري مقدم رئيس منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو وتراقب الإعدامات في الجمهورية الإسلامية إلى أن "إعدام آرمان عبد العالي يشكل جريمة دولية".
وقال: "إلى جانب إعدامه بجريمة مزعومة ارتكبت حين كان تحت سن 18 عامًا، ما يعد انتهاكًا للقانون الدولي، فقد حكم على آرمان بالسجن استنادًا الى اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب ومن دون محاكمة عادلة او اتباع للإجراءات القانونية الواجبة".
ا#آرمان_عبدالعالی در ۱۷ سالگی دستگیر و بر اساس اعتراف زیر شکنجه و۷۴ روز انفرادی، بدون هیچ مدرک دیگر به اعدام محکوم شد-طی دو ماه گذشته هفت بار برای اجرای حکم به انفرادی منتقل و بدون هیچ توضیحی بازگردانده شد-آرمان را زجرکش کردند!خامنه ای @Khamenei_fa و رییسی مسئول این جنایتند https://t.co/H2qBFJ8jWQ
— M. Amiry-Moghaddam (@iranhr) November 24, 2021
ولفت مقدم أيضًا الى أن "نقله المتكرر لتنفيذ حكم الإعدام ثم إعادته بدون تقديم إيضاحات" يشكل "تعذيبًا نفسيًا". وطالب بتحميل إبراهيم رئيسي الذي كان يرأس السلطة القضائية قبل انتخابه رئيسًا لإيران هذا العام مسؤولية إعدام عبد العالي ومحاسبته.
اتصالات لم تنجح في إيقاف الحكم
واعتبرت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن "المضي قدمًا بالإعدام على الرغم من تدخلات أطراف متعددة أمر مقلق للغاية"، خصوصًا وأن الجهود لوقف تنفيذ الإعدام شملت اتصالات مباشرة بين الأمم المتحدة وإيران.
وقالت: "نأسف أيضًا لأنه خلال الشهرين الماضيين نُقل عبد العالي الى السجن الانفرادي ست مرات قبل موعد إعدامه المقرر، وفي كل مناسبة كان يتم إرجاء الإعدام قبل المضي قدمًا في تنفيذه".
وكشفت منظمة حقوق الإنسان في إيران أن عبد العالي اعترف بارتكاب الجريمة عند اعتقاله، لكن لم يتم العثور على جثة وهو تراجع لاحقًا عن تلك الاعترافات، مشيرة الى أنه كان يبلغ 17 عامًا عند حصول جريمة القتل.
وأضافت أن عبد العالي نُقل الى السجن الانفرادي الساعة 8 من مساء الثلاثاء قبل إعدامه، ولم يُمنح فرصة لقاء أخير مع أسرته.
تنديد متواصل لأحكام الإعدام
ونفذت ايران، ثاني دولة في العالم بعد الصين في عدد الإعدامات المنفذة، حكم الإعدام في 246 محكومًا بحسب منظمة العفو الدولية.
وتندد المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية غربية بانتظام بإعدام أشخاص أدينوا بجرائم ارتكبوها عندما كانوا قاصرين، ما ينتهك المعاهدة الدولية لحقوق الطفل التي صادقت عليها إيران.
وتنتقد إيران التقارير التي تصدرها بشكل دوري الأمم المتحدة ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وتتهم فيها طهران بسوء إدارة السجون ومعاملة الموقوفين.