أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية سنان المجالي، اقتحام متطرفين إسرائيليين للمسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، تحت حماية شرطة الاحتلال.
وشدد المجالي على أن هذه الممارسات الاستفزازية التي تنتهك حرمة المسجد بحماية من شرطة الاحتلال تمثل "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي".
وفي وقت سابق الأحد، اقتحم نحو 317 مستوطنًا المسجد الأقصى، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، حيث أدى بعضهم صلوات تلمودية.
"ممارسات استفزازية"
وقال المجالي في بيان: "إن الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى المبارك وتصاعد وتيرتها وما يرافقها من ممارسات استفزازية، هي خرقٌ فاضح ومرفوض للقانون الدولي وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
وأكد أن "الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات، بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تُنذر بالمزيد من التصعيد ويمثل اتجاها خطير يجب وقفه فورًا".
وجدد المسؤول الأردني دعوته إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، إلى الكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته، مشددًا على ضرورة احترام سلطة دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية.
وتعتبر دائرة أوقاف القدس المشرف الرسمي على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلالها من جانب إسرائيل.
ومنحت اتفاقية السلام التي وقَّعها الأردن مع إسرائيل في 1994 الحق لعمان بالاحتفاظ بهذا الوضع.
إغلاق البلدة القديمة
من جهتها، أفادت مراسلة "العربي" في القدس كريستين ريناوي بأن أعداد المستوطنين الذين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى وصلت إلى 520 مستوطنًا تزامنًا مع "عيد الغفران".
وبحسب ريناوي، منعت قوات الاحتلال الصحافيين من تصوير المستوطنين وهو يؤدون صلواتهم، كما نفذت حملات تفتيش وتدقيق بهويات المارة في البلدة القديمة بذريعة تأمين موسم الأعياد اليهودية.
وأشارت المراسلة إلى أن سلطات الاحتلال ستعمد لإغلاق الطرقات وتقييد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وعلى المعابر الحدودية تنفيذًا لتدابير الإغلاق العام.
فصائل فلسطينية تدعو للتصدي لاقتحامات الأقصى
وفي السياق عينه، دعت حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في بيان مشترك الفلسطينيين للتصدي لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وذلك عقب لقاء ثلاثي جمع قادة تلك الفصائل في العاصمة اللبنانية بيروت، مساء السبت.
وأفاد البيان بأن الفصائل الثلاثة "اتفقت على تصعيد المقاومة الشاملة، وعلى رأسها المسلحة في وجه الاحتلال، وتعزيز كل أشكال التنسيق في كافة القضايا".
وناقش اللقاء الذي ضم نائب رئيس مكتب حركة "حماس" السياسي صالح العاروري، وأمين عام حركة الجهاد زياد النخالة، ونائب الأمين ولا سيما تهديدات الاحتلال بتنفيذ اغتيالات، ومواصلة الاقتحامات واستمرار سياسة الضم والاستيطان والعدوان على مدينة القدس ضمن محاولات محمومة لفرض واقع جديد في المدينة المقدسة"، وفق البيان.
ويكثف المستوطنون الإسرائيليون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى تزامنًا مع انطلاق فترة الأعياد اليهودية، التي بدأت مساء 15 سبتمبر/ أيلول الجاري، بحلول عيد "رأس السنة العبرية" وتستمر حتى 8 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وبالتزامن مع "عيد الغفران"، دعت جماعات ومنظمات الهيكل المزعوم إلى تنفيذ اقتحامات واسعة للأقصى غدًا الإثنين أيضًا.