تواصل إسرائيل عدوانها على غزة لليوم الـ135 على التوالي، وسط دعوات لوقف إطلاق النار الذي أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف، وتدمير واسع في المباني السكنية والبنية التحتية.
واليوم الأحد، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، إثر استهداف طائرات الاحتلال الحربية منازل المواطنين في دير البلح والزوايدة وسط قطاع غزة، وخانيونس جنوبًا.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر محلية، أن طائرات الاحتلال قصفت منزل عائلة البركة في منطقة البروك بمدينة دير البلح وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد 8 مواطنين بينهم 3 أطفال.
واستشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون إثر استهداف الاحتلال مجموعة من المواطنين قرب دوار الكويت جنوب مدينة غزة.
وفي هذا السياق، أفادت مصادر طبية، بأنه تم انتشال 17 شهيدًا من تحت أنقاض منزل عائلة حمد الذي قصفته طائرات الاحتلال فجر اليوم في بلدة الزوايدة.
وشمال القطاع، أصيب عدد من المواطنين بجروح إثر استهداف الاحتلال لمنزل عائلة الضابوس قرب مقبرة بيت لاهيا.
أما جنوبًا، فقد شنت طائرات الاحتلال غارات غرب خانيونس، واستشهد مواطنان وأصيب آخرون، إثر استهداف محيط مدرسة تؤوي نازحين في بلدة القرارة شمال شرق المدينة.
ولفتت مصادر طبية، إلى استشهاد مريض ثامن في مجمع ناصر الطبي نتيجة توقف المولد الكهربائي وتوقف الأكسجين.
الاحتلال يرتكب 13 مجزرة جديدة في غزة
بدورها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 28985 شهيدًا و68883 إصابة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضافت أن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 127 شهيدًا و205 إصابات خلال الـ24 ساعة الماضية".
الوزارة ذكرت أيضًا أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ووفق مكتب الإعلام الحكومي في غزة، فإن عدد المفقودين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ 7 آلاف مفقود، 70% منهم أطفال ونساء.
من جهته، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، أن الجيش الإسرائيلي أخرج مستشفى ناصر الذي يحاصره منذ فترة بمدينة خانيونس جنوب القطاع، من الخدمة وحوّله إلى ثكنة عسكرية واعتقل واعتدى فيه على المرضى والطواقم الطبية وتسبب بمقتل عدد من المرضى.
وعلى الصعيد الإنساني، حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الأحد من أن "توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي غزة يهدد بقطع شريان الحياة للمساعدات إلى القطاع حيث لا يوجد ما يكفي من الغذاء".
في غضون ذلك، واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في قطاع غزة، عبر استهداف آليته وجنوده بالكمائن المحكمة والقذائف.
من جهتها، نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الأحد صورة تحمل رسالة إلى الإسرائيليين تحت عنوان "حكومتكم تكذب" بشأن صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وفي صورة تحتوي على ما يبدو رسائل بشأن "صفقة تبادل الأسرى" و"الرشوة التي تؤدي إلى الائتلاف الحكومي" و"التعليم الديني" و"خدمة الحريديم بالجيش"، وجهت القسام رسالة إلى الإسرائيليين بشأن حكومتهم التي يقودها بنيامين نتنياهو.
إدانات وتحذيرات من اجتياح رفح
وعلى صعيد المواقف السياسية، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن إسرائيل "تصر على استمرار حربها في قطاع غزة وخاصة في مدينة رفح بهدف فرض التهجير، محذرًا من أن الوضع في المدينة الواقعة جنوبي القطاع "في منتهى الخطورة".
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية المجازر الجماعية المتواصلة التي يرتكبها جيش الاحتلال على مدار الساعة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
من جهتها، اعتبرت حركة "حماس" أن قرار الحكومة الإسرائيلية عدم الاعتراف بدولة فلسطينية يشكل "تحدّياً للمنظومة الدولية".
كما دعت الحركة إلى قطع كافة العلاقات مع إسرائيل ودعم نضال الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه الوطنية المشروعة وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
من جانبه، أكد محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي لـ"العربي" أن الهدنة مشروطة بوقف العدوان وعودة النازحين وانسحاب الاحتلال من غزة، لافتًا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يستغل محادثات القاهرة لامتصاص الغضب الداخلي والخارجي.
وعلى صعيد المواقف الدولية، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، أن إسرائيل تقوم بارتكاب "إبادة" بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشبهًا ما تقوم به بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
من جهته، حذر الاتحاد الأوروبي الأحد من أن أعمال العنف ضد الفلسطينيين تزايدت منذ 7 أكتوبر الماضي، ما تسبب في موجة من "الغليان" في الضفة الغربية.
كما أعلنت فرنسا رفضها الشديد للهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح بقطاع غزة، والتي تؤوي أكثر من مليون فلسطيني.
من جهته، قال وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي: إن الهجوم الإسرائيلي المخطط له على مدينة رفح أقصى جنوبي قطاع غزة "غير مقبول لأن الفلسطينيين ليس لديهم مكان يذهبون إليه".
وزير الخارجية البرتغالي جواو غوميز كرافينيو، قال بدوره: إنه يتوجب على إسرائيل أن "تفعل كل ما طلبته" منها محكمة العدل الدولية، معربًا عن قلقه العميق حيال الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
أما رئيس هيئة الاستعلامات المصرية (رسمية) ضياء رشوان فأعلن الأحد، أن القاهرة تقدمت بمذكرة إلى محكمة العدل الدولية بشأن ممارسات إسرائيل في فلسطين، وستترافع أمام المحكمة الأربعاء المقبل 21 فبراير/ شباط الجاري.
من ناحيتها، أعلنت الجزائر الأحد، أنها قدمت مشروع قرار "غير قابل للتعديل" أمام مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وعلى المقلب الآخر، قال الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس: إن "القتال في قطاع غزة سيستمر خلال شهر رمضان وسيتسع إلى مدينة رفح جنوبي القطاع إذا لم تتم إعادة المحتجزين".
وعلى صعيد التضامن الشعبي، تظاهر مئات المغاربة في مسيرة احتجاجية بمدينة الراشيدية جنوب شرقي البلاد؛ للمطالبة بوقف "دعم الغرب اللامشروط لإسرائيل".
ورفع المشاركون لافتات تطالب المجتمع الدولي ضرورة التدخل لوقف الحرب التي تستهدف المدنيين بغزة، وإدخال المساعدات إليها.