اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي العميد فائق المبحوح مدير عمليات الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الإثنين، خلال عدوانها على مجمع الشفاء الطبي.
وكان المبحوح يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، حسبما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
اغتيال فائق المبحوح
وأكد المكتب أن "الاحتلال ارتكب اليوم جريمة جديدة عندما اغتال العميد فايق المبحوح"، مشددًا على أنه "كان يمارس عملًا مدنيًا إنسانيًا بحتًا، وكان يتوجب حمايته وعدم التعرض له بموجب القانون الدولي".
وأشار إلى أن ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لمثل هذه الجرائم والمجازر وقتل المدنيين واستهداف القائمين على العمل الإنساني؛ يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه يسعى بكل قوة إلى نشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة، وإلى منع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف الجوعى في محافظتي غزة والشمال.
ونبه إلى أن "تنفيذ هذا الاغتيال جاء بعد يومين من نجاح جهود إدخال 15 شاحنة مساعدات إلى شمال غزة بعد أربعة أشهر من تعطيل الاحتلال، بما يدلل على أن الاحتلال مصمم على نهج التجويع وحرمان السكان من الحصول على المواد الغذائية رغم محدوديتها حتى الآن".
وقال المكتب في البيان: "تأتي هذه الجريمة استكمالاً لاستهداف الاحتلال وقصفه للعديد من مراكز تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين، واغتيال وقتل القائمين على تقديم هذه المساعدات الإنسانية"، مذكرًا بأن الاحتلال استهدف خلال الأيام الماضية العشرات منهم في محافظة رفح ومخيم النصيرات ومحافظة غزة وغيرها من المحافظات.
واستنكر المكتب الإعلامي الحكومي "ارتكاب الاحتلال لهذه الجريمة الجديدة المخالفة لنصوص القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات حقوق الإنسان"، محملًا الاحتلال والإدارة الأميركية والمجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وضد المدنيين والأطفال والنساء".
اقتحام مجمع الشفاء واغتيال فائق المبحوح
وطالب المنظمات الأممية والدولية وكل دول العالم الحر بالتَّدخل الفوري والعاجل من أجل لجم الاحتلال ووقف حرب الإبادة الجماعية، ووقف عدوانه واستهدافه للمدنيين وللأطفال والنساء، ووقف استهداف القائمين على تقديم المساعدات الإنسانية، ووقف استهداف وقصف مراكز توزيع المساعدات الإنسانية على أكثر من 2 مليون نازح في قطاع غزة.
من جهته، أشار المركز الفلسطيني للإعلام إلى أن الشهيد فائق المبحوح أمضى 15 عامًا في سجون الاحتلال، وهو شقيق محمود المبحوح الذي اغتيل في دبي عام 2010.
ولفت إلى أن من المهام التي عمل عليها الراحل وأغضبت الاحتلال، تأمين شاحنات المساعدات الإنسانية لإغاثة السكان في محافظتي غزة والشمال، والتي صمد فيها سبعمائة ألف غزيّ.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بعد ورود معلومات استخباراتية من جهاز الأمن العام، وهيئة الاستخبارات العسكرية عن وجود عدد من مسؤولي حماس في مستشفى الشفاء، وفي إطار مداهمة قوات الجيش وجهاز الأمن العام للمكان، تم القضاء على المبحوح رئيس مديرية العمليات التابعة لجهاز الأمن الداخلي في حماس".
كما زعم أن المبحوح كان مسؤولًا عن التنسيق بين أجهزة حماس في قطاع غزة في الروتين والطوارئ.
وأضاف أن المبحوح "قتل خلال تبادل لإطلاق نار مع القوات حيث كان مسلحًا وكان يختبئ داخل مجمع مستشفى الشفاء وعمل منه على الترويج للنشاطات الإرهابية. وفي الغرفة المجاورة لمكان تصفيته تم العثور على أسلحة عديدة"، حسب قوله.
وكان الجيش الإسرائيلي أشار إلى أن قواته اقتحمت مجمع الشفاء الطبي وبدأت عملية عسكرية فيه، على الرغم من وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.
وزعمت القناة "13" العبرية أن هذه العملية بدأت بعد "ورود معلومات عن تواجد مسؤولين كبار من حركة حماس في مجمع الشفاء".
وأفادت بـ"اعتقال 80 فلسطينيًا من المستشفى، وإصابة جندي بجروح طفيفة.
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع، منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام بعد تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.