الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

إسقاط جسمين غريبين وإغلاق مجال جوي.. ماذا يحدث في سماء الولايات المتحدة؟

إسقاط جسمين غريبين وإغلاق مجال جوي.. ماذا يحدث في سماء الولايات المتحدة؟

شارك القصة

تقرير عن إسقاط أميركا للجسم الغريب فوق آلاسكا (الصورة: غيتي)
بعملية مشتركة من خلال مقاتلة أميركية تم إسقاط جسم مجهول فوق كندا بعد ساعات على إسقاط الولايات المتحدة جسما آخر وذلك بعد أسبوع من أزمة المنطاد الصيني.

أسقطت مقاتلة أميركيّة، السبت، جسمًا غير محدّد فوق كندا في عملية مشتركة بين واشنطن وأوتاوا، وذلك بعد ساعات على إسقاط الولايات المتحدة جسمًا آخر فوق آلاسكا. 

هذه التطورات في المجال الجوّي لأميركا الشماليّة، تأتي بعد إسقاط منطاد صيني يُشتبه بأنّه لأغراض التجسّس الأسبوع الماضي.

رئيس الحكومة الكندية، جاستين ترودو، قال إنّ "جسمًا غير محدّد" أُسقط في منطقة يوكون أثناء طيرانه فوق شمال غرب كندا، غداة تدمير الولايات المتحدة جسمًا آخَر حلّق فوق ألاسكا.

وكتب ترودو على تويتر: "أمرتُ بإسقاط جسم غير محدّد انتهك المجال الجوّي الكندي"، مضيفًا: "أُرسِلت طائرات من كندا والولايات المتحدة"، وقد تمكّن صاروخ AIM 9X أطلقته طائرة "إف-22" أميركيّة من "إصابة" الهدف.

عملية مشتركة

من جهته، أوضح المتحدّث باسم البنتاغون بات رايدر أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن قد أذن للمقاتلة "بالعمل مع كندا"، علمًا بأنّها إحدى طائرات قيادة الدفاع الجوّي لأميركا الشماليّة (نوراد).

وقد اتخذ بايدن وترودو قرار تحييد الجسم بدافع "الحذر الشديد وبناء على توصية قواتهما المسلحة"، بحسب بيان البيت الأبيض، كما أشار ترودو إلى أنّ القوّات الكنديّة "ستجمع الآن حطام الجسم وتُحلّله".

وزيرة الدفاع الوطني الكنديّة، أنيتا أناند، عقدت مؤتمرًا صحافيًا مساء أمس، ذكرت خلاله أنّ ذلك الجسم كان يحلّق على ارتفاع "40 ألف قدم" (12200 متر) وأنه أُسقِط على بُعد "حوالي 100 ميل (160 كلم) من الحدود الكنديّة الأميركيّة.

وشددت الوزيرة الكندية على أن الجسم "دخل بشكل غير شرعي إلى المجال الجوي الكندي" ما شكل تهديدًا للرحلات الجوية. 

وأردفت أناند: "لقد رصدناه معا وأسقطناه معًا" في إطار "نوراد"، موضحة أن الأمر يتعلّق بـ"جهاز أسطوانيّ" الشكل، أصغر من المنطاد الذي أُسقِط في كارولاينا الشماليّة الأسبوع الماضي. ومضيفة: "نحن نواصل تحليل الجسم، لذا لن يكون التكهّن بمصدره أمرًا حكيمًا". 

وكانت أناند قد كشفت خلال وقت سابق على تويتر، أنها تحادثت مع نظيرها الأميركي لويد أوستن، مؤكدة: "أننا سندافع دائمًا عن سيادتنا معًا".

الجسم الثاني في ساعات

وكان قد تحدث ترودو مع بايدن بشأن الهدف الذي أُسقِط فوق منطقة يوكون شمال غرب كندا، والمتاخمة لألاسكا، حيث كانت القوات الأميركية قد دمّرت أيضًا الجمعة جسما طائرًا آخَر.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قد وصف الجسم "بحجم سيارة صغيرة" وبأنه شكّل "تهديدًا لسلامة حركة الطيران". وبالتالي فإن الجسم الذي سقط في يوكون هو ثاني جسم تُسقطه الولايات المتحدة في نحو أربع وعشرين ساعة.

والسبت تواصل البحث عن حطام الجسم الذي أُسقِط الجمعة، غير أن "الرياح والبرد والثلوج ومحدودية ضوء النهار" أعاقت العملية، حسب بيان لـ"نوراد" أوضح أن البنتاغون لا يمكنه تقديم "تفاصيل أخرى، حول هذا الجسم وقدراته وهدفه ومصدره".

"إغلاق المجال الجوي"

ولم تقف التطورات الجوية في أميركا الشمالية، عند هذا الحد، إذ قال الجيش الأميركي في ساعة متأخرة من مساء، أمس السبت، إن خللًا في إشارات الرادار تسبب في إغلاق المجال الجوي مؤقتًا أمام الطائرات المدنية في ولاية مونتانا.

لكن الجيش أكد أنه لم يتم رصد أي هدف يمكن أن يشكل خطرًا، فيما أرسلت قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية، طائرات مقاتلة للتحقق من الأمر، لكن الطائرات "لم ترصد أي شيء يرتبط بإشارات الرادار. نوراد ستواصل مراقبة الوضع".

وأغلقت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية في وقت متأخر أمس المجال الجوي في مونتانا، ثم أعادت فتحه بعد منع الرحلات الجوية مؤقتًا في منطقة تبلغ مساحتها 50 في 50 ميلًا بحريًا حول هافر بولاية مونتانا بالقرب من الحدود الكندية، وصنفت المنطقة على أنها "مجال جوي للدفاع الوطني".

المنطاد الصيني

كانت الإدارة قد أصدرت إجراءات مماثلة للتعامل مع المنطاد الصيني الأسبوع الماضي، وقال ثلاثة نواب على تويتر، إن جسمًا غير معلوم شوهد في المجال الجوي لولاية مونتانا مساء أمس، فيما ذكر النائب الجمهوري مات روزندال على تويتر، إنه على اتصال بالجيش الأميركي "ويراقب أحدث قضية بشأن هافر والحدود الشمالية".

وأضاف أن المشكلة جاءت بسبب "جسم قد يتداخل مع الحركة الجوية التجارية، ستستأنف وزارة الدفاع الجهود لمراقبة وإسقاط الجسم في الصباح".

وكتب السناتور جون تيستر من مونتانا على تويتر أنه "على علم بالجسم الموجود في المجال الجوي لمونتانا، ويظل على اتصال وثيق مع كبار المسؤولين في وزارة الدفاع والإدارة".

وتأتي تلك الأحداث بعد أسبوع على تدمير واشنطن منطادًا قبالة سواحلها الأطلسية كان قد حلّق فوق مواقع عسكرية حساسة، ووصفته بكين بأنه "طائرة مدنية تستخدم لأغراض بحثية، خصوصًا في مجال الأرصاد الجوية".

وأكدت واشنطن أن المنطاد الصيني، كان مجهزًا جيدًا بأدوات تجسس وليس مخصصًا للأرصاد الجوية. ودفع هذا الاشتباك الدبلوماسي وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إرجاء زيارة نادرة للصين. فيما تواصل السلطات الأميركية جمع حطام المنطاد في المحيط الأطلسي قرب سواحل كارولاينا الجنوبية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close