توالت ردود الفعل العربية والدولية اليوم الأربعاء المشيدة والمرحبة باتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وكانت دولة قطر قد أعلنت التوصل لاتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، والاتفاق على إطلاق سراح 50 محتجزة لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مقابل إطلاق سراح عدد من الأسيرات والأطفال من السجون الإسرائيلية.
عباس يرحب باتفاق الهدنة
فلسطينيًا، رحب الرئيس محمود عباس اليوم الأربعاء باتفاق الهدنة الإنسانية الذي تم التوصل إليه بوساطة خارجية بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في منشور على منصة التواصل الاجتماعي (إكس): "الرئيس محمود عباس والقيادة ترحب باتفاق الهدنة الإنسانية، وتثمن الجهد القطري المصري الذي تم بذله"،
وأضاف "نجدد الدعوة للوقف الشامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية وتنفيذ الحل السياسي المستند للشرعية الدولية، وبما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله وسيادته".
ردود فعل "مرحبة" بالهدنة الإنسانية في غزة
أما عربيًا، فقد رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتوصل إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية في قطاع غزة و"تبادل المحتجزين" لدى حماس وإسرائيل.
وأكد "استمرار الجهود المصرية المبذولة من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تُحقق العدالة وتفرض السلام وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية الأردنية بالجهود التي أفضت للتوصل إلى اتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة، مشيدة بالجهود التي بذلتها دولة قطر بالشراكة مع مصر والولايات المتحدة.
وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة في بيان على أهمية أن تكون هذه الهدنة خطوة تفضي إلى وقف كاملٍ للحرب المستعرة على قطاع غزة، وأن تسهم في وقف التصعيد واستهداف الفلسطينيين وتهجيرهم قسريًا.
وأكد القضاة على أهمية ضمان إسهام الاتفاق في تأمين وصول المساعدات الإنسانية الكافية لكافة مناطق القطاع، وبما يلبي جميع الاحتياجات وبما يحقق الاستقرار، ويضمن بقاء أهالي غزة في أماكن سكناهم.
وفي سياق ردود الفعل، رحبت المملكة المتحدة الأربعاء باتفاق الهدنة، معتبرة أنه "خطوة أساسية" لحل أزمة "الرهائن" ولـ"حل الأزمة الإنسانية".
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون في بيان: "يشكل هذا الاتفاق خطوة أساسية باتجاه توفير الارتياح لعائلات الرهائن ومعالجة الأزمة الإنسانية في غزة".
كما رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين "بحرارة" باتفاق الهدنة الإنسانية والإفراج عن رهائن لدى حماس، داعية إلى "الاستفادة من هذا التوقف" لـ"تكثيف" المساعدة الإنسانية.
وقالت: "أنا ممتنة جدًا لكل الذين عملوا دونما هوادة عبر السبل الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة (...) ستبذل المفوضية كل ما في وسعها للاستفادة من هذه الهدنة لتكثيف المساعدة الإنسانية في غزة"، مضيفة "نريد تكثيف إرسال (المساعدات) إلى غزة بأسرع وقت ممكن".
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الأربعاء: إن باريس تأمل بأن يكون فرنسيون بين الرهائن الذين سيفرج عنهم في إطار اتفاق "الهدنة الإنسانية" المبرم بين إسرائيل وحماس.
وأوضحت كولونا لإذاعة "فرانس إنتر": "نأمل بأن يكون ثمة فرنسيون. نأمل بذلك ونعمل على ذلك". ورحبت الوزيرة كذلك "بجهود قطر خصوصًا" التي أدت دور الوسيط للتوصل إلى الاتفاق.
وفي السياق، رحبت الصين بالاتفاق المعلن بين إسرائيل وحركة حماس الذي ينص على هدنة إنسانية من أربعة أيام يفرج خلالها عن خمسين رهينة.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ خلال مؤتمر صحافي دوري: "نرحب باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي توصل إليه الأطراف المعنيون ونأمل بأن يساعد في تخفيف وطأة الأزمة الإنسانية ويساهم في خفض التصعيد والتوترات".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعرب الأربعاء في بيان عن ترحيبه بالتوصل لاتفاق تبادل أسرى بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس.
وتقدم بالشكر إلى كل من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن مساهمتهما في التوصل للاتفاق. كما أكد أنه يولي أولوية قصوى بصفته رئيسًا للولايات المتحدة، لإطلاق سراح الأسرى الأميركيين.
وكانت روسيا رحبت في وقت سابق الأربعاء، بالهدنة الإنسانية، مشددة على أن "هذا ما دعت إليه روسيا منذ بداية التصعيد في النزاع".
ما هي بنود الهدنة؟
يشمل اتفاق الهدنة الذي سيتسمر 4 أيام، حسب بيان وزارة الخارجية القطرية، تبادل 50 من الأسرى من النساء المدنيات والأطفال في قطاع غزة في المرحلة الأولى مقابل إطلاق سراح عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق.
وحسب البيان القطري، ستسمح الهدنة أيضًا بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدورة فارس، أنه بموجب الاتفاق فسيتم إطلاق سراح 150 أسيرة وطفل فلسطينيين، بناء على قاعدة الأقدمية، مشيرًا إلى أنه لم يتم تحديد قائمة بأسمائهم حتى الآن.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من رام الله أن هناك درجة من درجات التنسيق حول هذا الأمر، لكن حتى الآن لم تبدأ الخطوات التنفيذية، لافتًا إلى أن تحديد أسماء الأسرى الفلسطينيين متروك لتاريخ الاعتقال الذي يحدد من سيتم إطلاق سراحه من بين الفئة المستهدفة.
وأشار فارس إلى أن عدد النساء الأسيرات الكلي في سجون الاحتلال هو 85 أسيرة يزيد وينقص بحكم أن هناك اعتقالات يومية، وكذا الحال بالنسبة للأطفال الذين هم دون الثامنة عشرة والذين يبلغ عددهم 350 طفلًا.
وبين أن عدد المعتقلين يرتفع بوتيرة عالية جدًا، حيث تجاوز عدد من تم اعتقالهم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة الـ3 آلاف أسير وأسيرة معظمهم يتم تحويلهم للاعتقال الإداري.
وأشار إلى أن الأسرى يتعرضون إلى أكبر وأوسع وأخطر حملة انتقام، إذ يعتدى عليهم يومًيا وقد قضى منهم ستة شهداء، وهذا غير مسبوق في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بينما هناك مئات منهم أصيبوا بجروح وكسور ولا يقدم لهم العلاج
وقال قدورة فارس لـ"العربي": إن "الذي يحدث بحق الأسرى هي جريمة حرب، وعقوبات جماعية ممنهجة، ويبدو أن التعليمات الصادرة للضباط السجانين بأن بوسعك أن تعتدي وحتى أن تقتل ولن تتعرض إلى أي مساءلة"، موضحًا أن هذا الأمر يفسر حجم الأذى الذي يقع بحق الأسرى على مدار الساعة.
إسرائيل رضخت لمطالب وشروط حماس
من جانبه، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد، إن الحكومة الإسرائيلية كانت لا تولي موضوع الأسرى أهمية قصوى في سياستها الخارجية، إذ كانت تهتم فقط بالعملية العسكرية وذلك لأسباب متعددة.
ومن بين هذه الأسباب حسب عبد الواحد، هي لغة التعالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في التعامل مع حركة حماس.
وفي حديث لـ"العربي" من القاهرة، أوضح الخبير العسكري أن إسرائيل رضخت لمطالب وشروط حماس، بسبب ضغوط شديدة داخل الشارع الإسرائيلي من جهة الرأي العام، كما أن أغلبية الحكومة الإسرائيلية مؤيدة لهذه الصفقة عدا بعض الأحزاب المتشددة الرافضة لها واتهام نتنياهو بأنه قدم تنازلات.
ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفًا و128 شهيدًا فلسطينيًا، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلًا و3 آلاف و920 امرأة، فضلًا عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.