الثلاثاء 17 Sep / September 2024

إضافة إلى فوائده الجسدية.. هل يجعلنا الصيام المتقطّع "أكثر ذكاء"؟

إضافة إلى فوائده الجسدية.. هل يجعلنا الصيام المتقطّع "أكثر ذكاء"؟

شارك القصة

فقرة سابقة من برنامج "صباح النور" تسلط الضوء على حمية الصيام المتقطع لإنقاص الوزن (الصورة: غيتي)
تناولت دراسات عديدة فوائد الصيام المتقطع على الصعيد الجسدي، ولكن قليلًا منها فقط ركَّز بشكل خاص على تأثيره في الإدراك، أي عملية تفكير الإنسان.

يلقى الصيام المتقطّع رواجًا خلال الفترة الأخيرة لدى الساعين إلى فقدان الوزن، لما له من فوائد صحية سواء لناحية تقليل خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وتخفيض ما بين 0.8 إلى 13% من الوزن.

والصيام المتقطّع هو نظام غذائي يتناول فيه الشخص الطعام خلال ساعات محدودة من اليوم، ويمتنع عن تناول أي شيء سوى السوائل الخالية من السعرات الحرارية في الأوقات المتبقية منه.

وشرحت اختصاصية التغذية ميرا الحاج فرج، في حديث سابق إلى "العربي" من بيروت، أن الصيام المتقطع هو الامتناع عن الأكل لمدة قصيرة في النهار، مشيرة إلى أن له عدة أساليب، من بينها الامتناع عن تناول الطعام لمدة 16 ساعة من النهار، ومن ثمّ الأكل خلال 8 ساعات باعتدال وتوازن.

وإلى جانب فوائد الصيام المتقطّع الصحية، وجد باحثون أنه جعل فئران التجارب أكثر ذكاءً، على الأقل في إيجاد طريق للهروب في اختبار المتاهة.

الصيام المتقطّع هو نظام غذائي يتناول فيه الشخص الطعام خلال ساعات محدودة من اليوم - غيتي
الصيام المتقطّع هو نظام غذائي يتناول فيه الشخص الطعام خلال ساعات محدودة من اليوم - غيتي

ولكن هل تنطبق هذه النتائج على البشر؟

جمع موقع "ديغ" الأميركي ما يقوله العلم والتجارب حول فوائد الصوم المتقطع، وأثره على العمليات الإدراكية والقوى العقلية في المجمل.

منذ سنوات، ذاع صيت شركة "HVMN" للتعديل المعرفي، ومقرها سان فرانسيسكو، في وسائل الإعلام، بعد أن انخرط فريق عملها بالكامل في نظام الصيام المتقطع بانتظام، حيث أعلنوا أن أكثر أيامهم إنتاجية كانت عندما لم يتناولوا شيئًا على الإطلاق، ناهيك عن أنهم شعروا "بالصفاء الذهني والسكينة".

وذكر موقع "ديغ" أن دراسات عديدة تناولت خلال العقد الماضي الفوائد الجسدية للصيام المتقطع، ولكن قليلًا منها فقط ركَّز بشكل خاص على تأثيره في الإدراك، أي عملية تفكير الإنسان.

ووفقًا للموقع، حاولت دراسة حديثة سدّ هذه الفجوة، حيث قسَّم الباحثون الفئران إلى ثلاث مجموعات: سُمِح للمجموعة الأولى أن تتناول الطعام في أي وقت تريد، ومُنحت المجموعة الثانية حرية الأكل في أي وقت لكن مع تقييد السعرات بنسبة 10% فقط، فيما سُمح للأخيرة بتناول الطعام مرة كل يومين.

بعد ذلك، وُضعت الفئران في متاهة مائية مصمّمة لتقييم التعلّم المكاني في القوارض، واضطرت للسباحة وإيجاد مخرج. وبعد 10 أيام، تفوّقت الفئران التي خضعت للصيام المتقطع على المجموعات الأخرى في إيجاد طرق آمنة وسريعة للخروج.

إلى ذلك، أبرزت مراجعة أخرى على حيوانات المختبر أن الصيام المتقطع له العديد من الفوائد الإدراكية والمعرفية، ليس تفكيرًا أكثر ذكاءً، بل تحسّنًا في الذاكرة المكانية، والذاكرة الترابطية، والذاكرة العاملة.

كما أن الفوائد الإدراكية رُصدت لدى البشر، في تجربة سريرية ضمّت كبار السن الذين يعانون من مشكلات معرفية متوسطة. وأدى انتظام هؤلاء بالصيام المتقطع لمدة عام إلى تحسّن الإدراك الكلي، والذاكرة اللفظية، والوظائف التنفيذية لديهم.

تناولت دراسات عديدة الفوائد الجسدية للصيام المتقطع، ولكن قليلًا منها فقط ركَّز على تأثيره في الإدراك - غيتي
تناولت دراسات عديدة الفوائد الجسدية للصيام المتقطع، ولكن قليلًا منها فقط ركَّز على تأثيره في الإدراك - غيتي

وأظهرت تجربة سريرية أخرى "تحسنًا كبيرًا" في الذاكرة العاملة لكبار السن بعد عامين من الصيام اليومي المتقطع. وتوصلت "دراسة المتاهة" أيضًا إلى نتيجة مثيرة للاهتمام، حيث زاد نشاط جين "كلوثو" (Klotho) المرتبط بالإدراك لدى الفئران التي خضعت للصوم المتقطّع.  وهذا الجين موجود لدى البشر أيضًا، ولذلك من المحتمل أن يكون موضوعًا لمزيد من الدراسات، والتي يمكن أن تحدد ما إذا كان الصيام المتقطّع يحسّن الإدراك أو يبطئ التراجع.

فوائد الصيام المتقطّع على العقل

أكثر من ذلك، كشف الموقع أن الباحثين وجدوا أدلة حول فوائد الصيام المتقطّع على الدماغ، وعلى نحو أدقّ الخلايا العصبية، أي المرسلات في المادة الرمادية في أدمغتنا.

وذكرت إحدى الدراسات أن الصيام يتيح إصلاح الخلايا العصبية، فخلال فترة الصيام يتيح الصوم المتقطّع "تشغيل" مفتاح الاسترداد، ما يدعم التفاعلات الكيميائية التي تسهم في إحياء الخلايا العصبية، بينما يتوقف تشغيل المفتاح للمساعدة في النمو خلال الفترة التي يتناول فيها الشخص الطعام.

وخلُصت الدراسة نفسها إلى أن الصيام يحسّن الإدراك، ويُبطئ التدهور العصبي والمعرفي الناجم عن الشيخوخة، مع التأكيد على الحاجة لمزيد من الدراسات على البشر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close