رفضت إيران، اليوم الأربعاء، التلميحات الأميركية بأن القمر الاصطناعي الذي أطلقته روسيا لصالح طهران، سيتم استخدامه لأغراض "تجسس"، معتبرة أنها مجرد تعليقات "صبيانية".
وأطلقت روسيا، أمس الثلاثاء، قمرًا اصطناعيًا يعود لطهران ويطلق عليه اسم "خيّام"، يعمل على الاستشعار من بعد والمراقبة.
وانتقدت الولايات المتحدة هذه الخطوة، على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها الذي قال إن التعاون المتنامي بين روسيا وإيران، يُعتبر "تهديدًا عميقًا".
وأضاف: "نحن على علم بالتقارير التي تفيد بأن روسيا أطلقت قمرًا اصطناعيًا بقدرات تجسس كبيرة نيابة عن إيران".
إيران تنفي "التصريحات الصبيانية
في المقابل، شددت وكالة الفضاء الإيرانية على أنّ الهدف من إطلاق "خيّام"، هو "مراقبة حدود البلاد" وتحسين الإنتاجية في مجال الزراعة، ومراقبة موارد المياه وإدارة المخاطر الطبيعية.
وفي تصريحات للصحافيين، اليوم الأربعاء، قال رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حسن سالاريه: "أحيانًا، يتم الإدلاء ببعض التصريحات لإثارة توترات. القول إننا نريد أن نتجسس من خلال القمر الاصطناعي خيام.. هو أمر صبياني".
تخوف إسرائيلي من التجسس الإيراني
توازيًا، أعرب مسؤولون إسرائيليون، عن قلقهم من إطلاق الفمر الاصطناعي، معتبرين أن التعاون الفضائي الأخير بين موسكو وطهران سيزيد من قدرات إيران على إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات برؤوس نووية في المستقبل، بحسب ما نقلت صحيفة "جيروزليم بوست".
وأضاف المسؤولون الإسرائيليون الذين لم تسمهم الصحيفة الإسرائيلية، أنه من شأنه هذا التعاون أن يحسن مراقبة إيران للأهداف في إسرائيل، وفي جميع أنحاء المنطقة ما قد يشكل قلقًا كبيرًا لتل أبيب.
فهذه الأقمار الاصطناعية الروسية- الإيرانية المستقبلية، من شأنها أيضًا أنّ تحد من قدرة الجواسيس الإسرائيليين على اختراق حدود إيران، والعمليات الإسرائيلية التي تعرقل تقدمها النووي بحسب الإسرائيليين.
هل يستخدم القمر لصالح الروس في أوكرانيا؟
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد نقلت بوقت سابق عن مسؤولين استخباريين غربيين، أن روسيا ستستخدم بداية هذا القمر الاصطناعي لمدة أشهر لأغراض عسكرية مرتبطة بحربها في أوكرانيا، قبل أن تسلّمه إلى طهران.
إلا أن منظمة الفضاء الإيرانية عادت وأكدت في بيان أن القمر والأوامر المرتبطة بتشغيله والتحكم به "سيتم إصدارها من اليوم الأول ومباشرة بعد الإطلاق من قبل خبراء إيرانيين في قواعد الفضاء العائدة لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات".
كذلك، كشفت أن "إرسال الأوامر وتلقي المعلومات من هذا القمر سيتمّ وفق خوارزميات مشفرة.. ولا إمكانية لبلد ثالث بالنفاذ لهذه المعلومات، وبعض الشائعات التي انتشرت حول استخدام صور هذا القمر لأغراض عسكرية لدول أخرى هي غير صحيحة".
برنامج إيران الفضائي
وغالبًا ما تثير النشاطات الفضائية الإيرانية قلقًا غربيًا، تخوفًا من لجوء طهران لتعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية عبر إطلاق أقمار اصطناعية الى الفضاء.
وسبق لإيران أن أطلقت أقمارًا اصطناعية مباشرة من أراضيها، آخرها في مارس/ آذار 2022 مع قمر "نور 2" العسكري العائد للحرس الثوري.
أما أول إطلاق ناجح لها فكان القمر الاصطناعي العسكري"نور 1"، الذي أعلن الحرس الثوري الإيراني في 22 أبريل/ نيسان 2020 عن نجاح مهمة وضعه في المدار، مؤكدًا أنه "أول قمر" إيراني من هذا النوع.