الخميس 21 نوفمبر / November 2024

إعادة إعمار مكلفة تنتظر أوكرانيا.. زيلينسكي: مهمة مشتركة للعالم بأسره

إعادة إعمار مكلفة تنتظر أوكرانيا.. زيلينسكي: مهمة مشتركة للعالم بأسره

شارك القصة

تقرير سابق عن خسائر أوكرانيا الكبيرة وكلفة الأضرار في بنيتها التحتية جراء الحرب الروسية عليها (الصورة: تويتر)
طرح غالبية المشاركين ملف مكافحة الفساد في أوكرانيا بالنظر إلى حجم مبالغ المساعدات الضخمة التي ستصل خزينة البلاد.

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزرائه دينيس شميغال اليوم الإثنين، أن إعادة إعمار أوكرانيا ستكلّف 750 مليار دولار على الأقل.

ولفت زيلينسكي إلى أن إعادة بناء أوكرانيا هي "المهمة المشتركة للعالم الديمقراطي بأسره" وهي "أكبر مساهمة لدعم السلام العالمي"، وذلك في كلمة له أمام مسؤولي الدول الحليفة لكييف وممثلي العديد من المؤسسات الدولية وأفراد من القطاع الخاص.

وتحدث زيلينسكي عبر الفيديو في حين حضر شميغال افتتاح مؤتمر لوغانو في جنوب سويسرا، الذي يطمح لرسم الخطوط العريضة للنهوض بالبلاد التي اجتاحتها القوات الروسية في 24 فبرابر/ شباط الماضي.

وتساءل شميغال: "من الذي يجب أن يدفع ثمن خطة إعادة الإعمار المقدرة بـ750 مليار دولار؟"، مجيبًا أن "مصدرًا رئيسيًا" للتمويل يمكن أن يكون عبر مصادرة أصول روسيا والأوليغارش الروس المجمّدة بموجب العقوبات الدولية ضد موسكو.

وتقدر الأصول المجمّدة بين 300 و500 مليار دولار، بحسب شميغال الذي أوجز أيضًا خطة حكومته لإعادة الإعمار المكونة من ثلاث مراحل.

وقال إن الاكثر إلحاحًا هو مساعدة السكان المتضررين من الحرب قبل تمويل آلاف مشاريع إعادة الإعمار في مرحلة ثانية. وعلى المدى الطويل، يجب أن إعداد أوكرانيا أوروبية وصديقة للبيئة ورقمية.

"عرض مفصل ودقيق"

وقام الوفد الأوكراني بمن فيه السيدة الأولى أولينا زيلينسكي بتقديم عرض مفصل ودقيق للأضرار التي لحقت بالبنى التحتية وإنتاج الطاقة كما بالنسيج الاجتماعي، وعدد الحاجات في البلد واصفًا ما ستكون عليه أوكرانيا الجديدة.

وشرح نائب رئيس الوزراء ميخايلو فيدوروف المكلف المجال الرقمي في الحكومة، الإنجازات الإلكترونية التي قام بها الأوكرانيون ورؤيته لبلد منفتح على التكنولوجيات الجديدة، في حين شدد وزير الطاقة على أن المساعدة يجب ألّا تكون باتجاه واحد، مؤكدًا استعداد بلاده لبيع الكهرباء لأوروبا.

وقال: "يمكننا اتخاذ قرارات سريعة بشأن ما تحتاجون إليه، بدءًا بالتوثيق وصولًا إلى التراخيص والإجازات"، مضيفًا: "استثمروا في أوكرانيا".

من جهته، قال الرئيس السويسري اينياسيو كاسيس إن "إعادة الإعمار والإصلاحات تسير جنبًا إلى جنب. إنها تعزّز بعضها البعض"، داعيًا إلى مواصلة جهود مكافحة الفساد على الرغم من الحرب وضمان سير العدالة. وأشار كاسيس إلى أن اجتماع لوغانو يجب أن يؤدي إلى "عملية سياسية فعالة". 

وأضاف أن هذه العملية "يجب أن تقوم على مبادئ حوكمة ومعايير أخرى لضمان المساعدة لأوكرانيا وتوزيع الأدوار بين هذه الدولة والدول الأخرى والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني". ومن الآليات التي اقترحها الأوكرانيون أن "تتبنى" دولة حليفة منطقة محددة في أوكرانيا لتكون أكثر فاعلية.

"ضرورة إعادة بناء أوكرانيا"

وفي هذا السياق ستركز فرنسا جهودها على منطقة تشيرنيهيف (شمال) بصورة خاصة، على ما أوضح مصدر دبلوماسي فرنسي.

وأوضح المصدر أن "هذه المنطقة تضررت بشدة وبصورة خاصة جراء القصف الروسي خلال الأسابيع الأولى من الحرب. مدينة تشيرنيهيف لديها علاقات قديمة مع فرنسا وخصوصًا مع منطقة إيل دو فرانس التي تضم العاصمة باريس ومحيطها. وبموجب هذا المبدأ، ستتبنى المملكة المتحدة منطقة كييف، مع مشاركة أسترالية ودنماركية أيضًا".

كما ألقت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين خطابًا شددت فيه على ضرورة إعادة بناء أوكرانيا أفضل ما كانت عليه اختتمته هاتفة باللغة الأوكرانية "المجد لأوكرانيا". وقالت إنه إذا ساعد الاتحاد الاوروبي أوكرانيا على الانتصار في الحرب "يجب علينا ان نتأكد أيضًا من أن اوكرانيا ستكسب السلام الذي سيحل من دون شك".  

وكان مؤتمر لوغانو مقررًا قبل اندلاع النزاع وكان من المفترض بالأساس أن يركز على الإصلاحات الضرورية في أوكرانيا ولا سيما على صعيد مكافحة الفساد المستشري في البلد الذي صنفته منظمة الشفافية الدولية في المرتبة 122 من أصل 180 دولة في تقريريها لعام 2021.

ويختتم المؤتمر الثلاثاء مع إقرار مبادئ لوغاني التي يفترض أن تشكل إطارًا لمجهود هائل قد يستمر عدة عقود، وفق ما أفاد دبلوماسي سويسري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close