على وقع التقدم الروسي والقتال العنيف في أوكرانيا، يُعقد مؤتمر في لوغانو في سويسرا، يومي الإثنين والثلاثاء لإعادة إعمار الدولة الأوكرانية.
والأحد، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المهمة بـ "الضخمة جدًا" في الأراضي المحررة أقله. وكان منظمو المؤتمر السويسريون يأملون بمجيء الرئيس شخصيًا إلا أنه سيكتفي كالعادة بمداخلة عبر الفيديو.
ووصل رئيس الوزراء الأوكراني دينس شميغال الأحد، إلى لوغانو برفقة رئيس البرلمان رسلان ستيفانتشوك في طائرة تابعة لسلاح الجو السويسري. وكان في استقبالهما الرئيس السويسري إينياسيو كاسيس.
وسيضم الوفد الأوكراني نحو مئة شخص للقاء مسؤولين سياسيين ومؤسسات دولية وممثلين عن القطاع الخاص.
وستحضر إلى لوغانو رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس وزراء تشيكيا بيتر فيالا الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لمدة ستة أشهر، فضلًا عن نظيره البولندي ماتيوش مورافتسكي، لوضع معالم "خطة مارشال" لأوكرانيا كتلك التي وضعت لانتشال أوروبا الغربية من أنقاض الحرب العالمية الثانية من خلال برنامج اقتصادي أميركي.
وكان المؤتمر مقررًا عقده قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا بكثير، وكان سيناقش أساسًا الإصلاحات في هذا البلد ولا سيما مكافحة الفساد المستشري، لكن أعيد تركيزه على الإعمار.
ولا يُعتبر اجتماع لوغانو مؤتمر مانحين، بل سيسعى إلى وضع المبادئ والأولويات لعملية إعادة البناء. وطرحت مسألة جدوى مناقشة إعادة البناء في غياب أفق نهاية للحرب فيما التقديرات تراوح بين عشرات ومئات المليارات من الدولار.
Take a look behind the scenes of the Ukraine Recovery Conference 2022 which will take place on 4 and 5 July in Lugano 🇨🇭 and will set the course for Ukraine’s 🇺🇦 recovery.#URC2022 pic.twitter.com/F2CCO3zxPN
— House of Switzerland (@HofSwitzerland) July 4, 2022
ورأى روبير مارديني، المدير العام للجنة الدولية للصليب، أن عملية إعادة البناء بحد ذاتها يجب أن تنتظر نهاية القتال لكن من الحيوي توفير "أفق إيجابي للمدنيين".
وقدرت كلية الاقتصاد في كييف الأضرار اللاحقة حتى الآن بالأبنية والبنى التحتية بنحو 104 مليارات دولار. وخسر الاقتصاد الأوكراني حوالي 600 مليار دولار، وفق بعض التقديرات.
وفي أبريل/ نيسان الماضي قالت أوكرانيا: إن الحرب أسفرت عن خسائر تقدّر بـ 100 مليار دولار، بعدما دمّر الهجوم نحو 30% من البنية التحتية للبلاد، حيث تحتاج أكثر من 8 آلاف كيلومتر من الطرق إلى الإصلاح أو إعادة البناء، فيما تعرّض أكثر من 300 جسر لأضرار أو جرى تدميره بالكامل.
ورأى سيمون بيدو، السفير السويسري المكلف بتنظيم المؤتمر أنه من المبكر محاولة تقدير كل الحاجات، مشددًا على أن اجتماعات لوغانو ستوفر "بوصلة" للعمل المستقبلي، وتابع: "أظن أن الجهد سيستمر لسنوات بل لعقود".
"100 مليار يورو"
ويتوقع أن يقترح بنك الاستثمار الأوروبي إنشاء صندوق جديد لأوكرانيا، قد تصل قيمته إلى 100 مليار يورو. وأظهرت وثيقة أن بنك الاستثمار الأوروبي، الذراع المعنية بالإقراض في الاتحاد الأوروبي، سيقترح هيكل تمويل جرى استخدامه من قبل خلال جائحة كوفيد-19 للمساعدة في إعادة إعمار أوكرانيا، باستثمارات تصل إلى 100 مليار يورو (104.3 مليار دولار)، بحسب "رويترز".
وسيسعى صندوق (جيت واي تراست) بين الاتحاد وأوكرانيا إلى جمع 20 مليار يورو بشكل مبدئي من دول الاتحاد الأوروبي ومن موازنة الاتحاد، في صورة منح وقروض وضمانات.
وقد يسهم الصندوق الخاص بأوكرانيا في إعادة بناء الجسور وترميم خدمات المياه والصرف، خاصة في المدن التي ارتفع عدد سكانها بسبب النزوح من مناطق أخرى داخل أوكرانيا بعد بدء الهجوم الروسي. وقد تركز المشروعات على تسهيل الصادرات الأوكرانية أو إعادة تأهيل البنية التحتية الرقمية أو تلك الخاصة بالطاقة.
ويعني استخدام آلية تم استخدامها من قبل أنه من الممكن وضعها موضع التنفيذ بصورة أسرع، وبالتالي فقد تتم الموافقة على الاستثمارات الأولية بحلول نهاية العام. ويجب أن تعطي المفوضية الأوروبية موافقتها أولاً، على أن يوافق أغلبية أعضاء الاتحاد على الخطة بعد ذلك، فيما ستقرر دول الاتحاد الأوروبي لاحقًا ما إذا كانت ستساهم في الصندوق.
كذلك، ستدعم بريطانيا أحد أكبر حلفاء أوكرانيا، خصوصًا إعادة بناء مدينة كييف ومنطقتها بطلب من الرئيس زيلينسكي بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الأحد.
وتنوي لندن كذلك العمل مع كييف وحلفائها، لاستضافة مؤتمر يتمحور على إنعاش أوكرانيا عام 2023، وستقيم مكتبًا في العاصمة البريطانية لمساعدة جهود الإعمار وتنسيقها.