Skip to main content

إعاقة حركة الملاحة في البحر الأسود.. الهجوم على أوكرانيا يهدّد التجارة العالمية

الخميس 10 مارس 2022

تسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا في إعاقة حركة الملاحة في البحر الأسود بشكل كبير مما يؤدي إلى عواقب واسعة النطاق على النقل الدولي وسلاسل التوريد العالمية.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنه منذ بدء الهجوم على أوكرانيا، تعرّضت خمس ناقلات وسفن شحن حتى الآن للقصف بالمدفعية في البحر الأسود وبحر آزوف، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.

وتشمل السفن المنكوبة ناقلات وسفن حاويات من اليابان وتركيا ومولدوفا وإستونيا لنقل البضائع بما في ذلك الديزل والطين والحبوب.

وأفادت هيئة الموانئ الأوكرانية بأن القوات الروسية استهدفت البنية التحتية في الموانئ الأوكرانية، ضمن خطة للاستيلاء على الساحل الجنوبي لأوكرانيا لعزله عن البحر وخنق اقتصاد كييف. كما احتجزت القوات الروسية سفينتين تجاريتين أوكرانيتين.

والخميس، حذّر حلف شمال الأطلسي (الناتو) من وجود مخاطر كبيرة بحدوث أضرار جانبية لأية سفن في البحر الأسود.

وتعقد المنظمة البحرية الدولية جلسة طارئة اليوم وغدًا، لمعالجة تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا على عمليات الشحن.

عشرات السفن العالقة

وذكرت مواقع ملاحية أن عشرات سفن الشحن عالقة في ميناء ميكولايف الأوكراني، وأن حوالي 3500 بحار علقوا على نحو 200 سفينة في الموانئ الأوكرانية.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مختصين قولهم إن عدد السفن العالقة في جميع أنحاء العالم هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلّقت أوكرانيا ثاني أكبر منطقة مصدرة للحبوب في العالم، صادراتها إلى الخارج، وهي تمثل 16% من صادرات الذرة العالمية، ومجتمعة مع روسيا تمثّلان 30% من صادرات القمح العالمية، ما رفع أسعار القمح حول العالم إلى أكثر من 55% منذ الأسبوع الذي سبق الهجوم الروسي.

وقال الأستاذ بجامعة كامبل في نورث كارولينا والملّاح التجاري السابق سالفاتور ميركوغليانو: "هذه الصدمة لإمدادات الحبوب العالمية هي أكبر صدمة منذ تخفيضات أوبك للنفط في السبعينيات"، مضيفًا أن هذا "يعني نقصًا بالغذاء في الشرق الأوسط وإفريقيا، والتضخم في جميع أنحاء العالم".

إجهاد سلاسل التوريد

وبالنسبة إلى شركات الشحن العالمية، ما زاد الطين بلة أن الآلاف من البحارة الأوكرانيين والروس عالقون في الموانئ حول العالم، مما يجعل مالكي السفن يتنافسون للعثور على أطقم بديلة للحفاظ على سلاسل التوريد المتوترة أصلًا بسبب جائحة كوفيد-19.

بدوره، أعلن الاتحاد الدولي لعمال النقل أن المياه قبالة أوكرانيا "منطقة حرب"، داعيًا إلى مزيد من الحماية للبحارة، خاصّة وأن العديد من الطواقم العالقة يعانون من نفاد المؤن والوقود.

ويزيد الهجوم الروسي على أوكرانيا من الإجهاد على سلاسل التوريد العالمية للحبوب، التي تضرّرت بالفعل بسبب عامين من الاضطرابات الناجمة عن الوباء. وتشهد البلدان الفقيرة التي تعتمد على الواردات ضعف في المعروض، فيما ترتفع الأسعار في دول مثل مصر وتركيا وسوريا. وتستورد مصر 85% من قمحها من أوكرانيا وروسيا.

في اليوم الأول للهجوم 24 فبراير/ شباط، تعرّضت ناقلة بضائع مملوكة لتركيا وتنقل السلع لشركة التجارة الأميركية العملاقة "كارغيل" (Cargill Inc) لانفجار قنبلة قبالة ساحل مدينة أوديسا الساحلية.

في اليوم التالي، اشتعلت النيران في ناقلة النفط "ميلينيال سبيريت" التي ترفع علم مولدوفا، ومحمّلة بـ600 طن من الزيت والديزل بعد أن أصابها صاروخ، مما أدى إلى إصابة اثنين من أفراد الطاقم بجروح بالغة. كما أصيبت ناقلة الحبوب اليابانية "نامورا كوين" بصاروخ، وكذلك سفينة الشحن البنغلادشية "بانغلر سامريدهي".

وقال مونرو أندرسون، الشريك في شركة "درياد غلوبال للأمن البحري" في لندن: "يواجه البحارة الآن خيارًا صعبًا: إما المخاطرة بحياتهم مع نفاد الطعام والتعرّض لأضرار جانبية، أو محاولة الإبحار إلى الحرية والمخاطرة بالتعرّض للغم بحري".

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة