في وقت تواصل فيه إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وسط ارتكاب المزيد من المجازر بشكل يومي، بدأت أصوات كثيرة في الداخل الأميركي تعلو، ليس فقط للمطالبة بوقف الحرب، بل بالاستثمار في إمكانياتها وقدرتها بالضغط على إسرائيل لتحدث فرقًا سياسيًا.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية تزداد الضغوط على المرشحين وعلى تقييم أدائهم الذي سيشكل سببًا لانتخابهم.
"بايدن في طريقه لخسارة الانتخابات"
وأيدت منظمة "الاشتراكيون الديمقراطيون الأميركيون" التي تعتبر أكبر جماعة سياسية يسارية في الولايات المتحدة، الدفع من أجل التصويت بغير ملتزم في الانتخابات التمهيدية في انتخابات الرئاسة الأميركية.
أما المقصود من الأصوات "غير الملتزم بها"، فهو أن تكون بمثابة احتجاج على رد الرئيس الأميركي جو بايدن على دعمه للحرب الإسرائيلية الدموية على غزة.
وتعبّر الأصوات عن دعم لحزب ما، ولكن ليس لأي مرشح على بطاقة الاقتراع.
وكتبت المنظمة في بيان على موقع "إكس": "أنه يجب أن تنهي هذه الإدارة دعمها للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة وتحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار، سيتحمل جو بايدن مسؤولية رئاسة أخرى لترمب".
وأضافت المنظمة، "أن بايدن في طريقه لخسارة الانتخابات أمام ترمب ما لم يختر الاستماع إلى الطبقة العاملة في هذا البلد وتغيير المسار". وراحت تقول: "الهزيمة مؤكدة إذا فشل في القيام بذلك".
بالمقابل، فإن زوجة بايدن لم تسلم أيضًا من ردة فعل الناخبين والمواطنين الأميركيين على أداء زوجها السياسي وموقفه من الحرب على غزة ودعمه المطلق لإسرائيل.
"إنها إبادة جماعية يا جيل بايدن"
فالسيدة الأميركية الأولى جيل بايدن كانت قد تحدثت لمدة 14 دقيقة فقط في المحطة الثانية من جولتها "نساء من أجل بايدن-هاريس" – لكن ذلك لم يمنع العديد من المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين من مقاطعة تصريحاتها لأربع مرات منفصلة.
وصاحت إحدى المتظاهرات في توكسون، في وجه جيل بايدن قائلة: "إنها إبادة جماعية يا جيل" بينما كان الأمن يخرجها بالقوة من القاعة.
وجيل بايدن وبعد الاعتراض الأول عادت لتكمل خطابها قائلة: "إن الجمهوريين المتطرفين بقيادة دونالد ترمب يصدرون قوانين تمنع النساء من الحصول على الرعاية الصحية التي يحتجنها، بما في ذلك التلقيح الاصطناعي".
فصرخت بوجهها كاليانا فينيت، وهي ناشطة في تحالف "أريزونا للتضامن مع فلسطين" قائلة: "عندما تتحدث عن قضايا المرأة، وعندما تتحدث عن النساء في المناصب، والنساء في غزة يخضعن لعمليات قيصرية دون تخدير، ويشاهدن أطفالهن يخرجون من تحت الأنقاض، ويتضورون جوعًا حتى الموت… إنه أمر مخجل للغاية".