Skip to main content

"إهانة للمسيحيين".. مشهد "العشاء الأخير" في أولمبياد باريس يشعل الجدل

الأحد 28 يوليو 2024
لوحة "العشاء الأخير "موجودة في دير سانتا ماريا ديلي غراتسي في ميلانو الإيطالية- إكس

تعتبر لوحة "العشاء الأخير" للفنان ليوناردو دا فينشي، واحدة من أهم الأعمال الفنية في تاريخ الفن الغربي، حيث تمثل هذه اللوحة لحظة حاسمة شديدة التكثيف في المسيحية، وتصور آخر ما شاركه السيد المسيح مع تلاميذه. وفنيًا جرب دافينشي في اللوحة تقنية الرسم على الجص الجاف، بدلًا من تقنية الفريسكو التقليدية.

واللوحة الموجودة في دير سانتا ماريا ديلي غراتسي في ميلانو الإيطالية، رسمت خلال ما يعرف بعصر النهضة، الذي شهد تحولًا كبيرًا في الفكر والثقافة في أوروبا، واستطاعت اللوحة أن تؤثر فيما بعد في عدد كبير من الفنانين والمبدعين عبر العصور، حتى صارت رمزًا ثقافيًا يعبر عن الخيانة والفداء والأمل.

واستدعت باريس المشهد ذاته في حفل افتتاحها لدورة الألعاب الأولمبية، بمحاكاة اعتبرها كثيرون في العالم إساءة للسيد المسيح وللديانة المسيحية، فقد ظهر من بين المشاركين رجل يرتدي ملابس نسائية ويضع مكياجًا، في محاولة لتجسيد لوحة "العشاء الأخير"، بمشاركة مغن شبه عار.

"جرح مشاعر المسيحيين"

وسبب هذا المشهد حالة من الغضب على نطاق واسع، بدأت من داخل فرنسا بتصريحات الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية، التي قالت: للأسف، احتوى هذا الحفل على مشاهد تسخر من المسيحية، وهو ما نأسف له بشدة. نشكر أصحاب الديانات الأخرى على تضامنهم معنا. نفكر في المسيحيين بالعالم، الذين جرحوا من هذا التجاوز. تبعتها في هذه الإدانة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وكنيسة الروم الكاثوليك في رام الله.

ولم يفوت اليمين الفرنسي الفرصة أيضًا، فعلقت ماريون ماريشال عضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية بالقول: "إلى جميع المسيحيين في العالم، الذين يشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير، خلال حفل افتتاح باريس 2024، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، بل أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز".

شكوى رسمية وإلغاء تعاقدات

وتطور الأمر إلى تعهد المحامي الفرنسي فابريس دي فيزيو، بتقديم شكوى رسمية على اللجنة المنظمة لحفل الافتتاح، بسبب تجسيد اللوحة بهذا الشكل.

أما في أميركا فقد علق رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون باعتبار ما حدث من تجسيد المسيح في هذه الصورة أمرًا مهينًا وصادمًا للمسيحيين في جميع أنحاء العالم.

عربيًا، قالت لولوة الخاطر، وزيرة الدولة القطرية للتعاون الدولي، عبر حسابها بمنصة “إكس: "بصفتي مسلمة أرفض وأدين بشدة الطريقة المهينة التي تم بها تصوير السيد المسيح. أعبر عن تضامني مع الإخوة المسيحيين الذين شعروا بالإهانة، وهذا حقهم".

من جهته، شن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، هجومًا لاذعًا جديدًا انتقد فيه "ضعف الغرب وتفككه" وهو ما تجلى برأيه في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس. وقال أوربان إنهم يتخلون تدريجيًا عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة مما أدى إلى تدهور القيم الأخلاقية العامة في المجتمع، كما رأيتم إذا شاهدتم حفل افتتاح الأولمبياد".

بعد هذا الغضب الكبير، اضطر رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس 2024، توني إستانجيه، إلى الرد قائلًا: إن "حفل الافتتاح كان يهدف إلى إثارة التفكير". 

وتابع: "لدينا حرية التعبير في فرنسا ونريد حمايتها". لكن عادت المتحدثة باسم أولمبياد باريس للاعتذار، موضحة أنه لم تكن هناك أي نية لإظهار عدم الاحترام لأي مجموعة دينية.

لكن ذلك لم يبد مقنعًا بالنسبة إلى شركة "سي سباير" الأميركية للاتصالات والتكنولوجيا، والتي قررت وقف تعاقداتها الإعلانية مع أولمبياد باريس بسبب صدمتها من الصورة التي اعتبرتها تسخر من الديانة المسيحية.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة