أبدى وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن اليوم الإثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في الدوحة تناول تطورات الأوضاع في أفغانستان، أن بلاده على استعداد لدعم كل ما يحقق المصالحة الوطنية في الدولة الأفغانية.
وقال عبد الرحمن: "الدوحة على استعداد لدعم كل ما يحقق المصالحة الوطنية في أفغانستان.. مستمرون في تقديم المساعدات الإنسانية، وسنتعاون مع وكالات الأمم المتحدة كافة لدعم الجهود الإنسانية في كابل"، مضيفًا أن المباحثات تطرقت إلى تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب.
كما أشار إلى أنه حث قيادات حركة طالبان على أهمية احترام حقوق المرأة في أفغانستان وعدم حصول أي انتهاكات في هذا الإطار، وتابع: "كما شجعنا الحكومة الأفغانية على وجوب الانخراط مع المجتمع الدولي".
وأمس الأحد أجرى وزير الخارجية القطري زيارة إلى العاصمة الأفغانية هي الأولى لوزير عربي منذ تولي طالبان للسلطة، حيث التقى في كابل رئيس الحكومة الملا محمد حسن أخوند، والرئيس الأسبق حامد كرزاي، والزعيم السابق لمجلس المصالحة الوطنية عبد الله عبد الله.
كما وصل لودريان، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة رسمية على مدى يومين، للتباحث بشأن تطورات الأوضاع في أفغانستان.
وفي 15 أغسطس/ آب الماضي، أعلنت "طالبان" سيطرتها على العاصمة كابل، بموازاة انسحاب عسكري أميركي اكتمل نهاية الشهر نفسه، ما دفع الرئيس الأفغاني أشرف غني للهروب من البلاد.
الأمم المتحدة تنتقد حركة طالبان
في سياق آخر، انتقدت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، سجل حركة طالبان الخاص بحقوق الإنسان منذ توليها السلطة في أفغانستان، مشيرة إلى أن الالتزامات المعلنة لا تتطابق مع "الحقائق على الأرض"، متطرقة إلى وضع المرأة هناك.
وأمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، قالت باشيليت اليوم الإثنين: "الأهم، وفي تناقض مع التأكيدات بأن طالبان ستحافظ على حقوق المرأة، فإنه خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تم استبعاد النساء تدريجيًا من المجال العام".
كما أعربت المسؤولة الأممية عن استيائها من تشكيل حكومة طالبان الجديدة، متحدثة عن غياب المرأة وهيمنة عرقية البشتون عليها.
وكانت طالبان قد أعلنت الثلاثاء الماضي أسماء الوزراء الأساسيين في حكومتها وهم: من طالبان وجميعهم تقريبًا ينتمون إلى مجموعة البشتون، ومن بينهم العديد من الشخصيات التي كانت مؤثرة للغاية عندما سيطرت طالبان بين عامي 1996 و2001.
طهران: حكومة طالبان لا تمثل جميع الأفغان
في غضون ذلك دعت إيران جميع الأطراف في أفغانستان، إلى تشكيل حكومة "ممثلة للتنوع"، معربة عن أسفها الإثنين لأن الحكومة التي شكلتها حركة طالبان لا تمثل جميع الأفغان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحافي في طهران إن: الحكومة الأفغانية المؤقتة "ليست بالتأكيد الحكومة الشاملة التي يتوقعها المجتمع الدولي وجمهورية إيران الإسلامية".
وأضاف: "علينا أن ننتظر ونرى كيف تستجيب طالبان للمطالب الدولية".
وفي أواخر أغسطس/ آب الفائت، طالب خطيب زاده "كل الجماعات وكل التيارات السياسية" في أفغانستان بـ"الامتناع عن استخدام القوة والانخراط في مسار التفاوض والحوار"، مؤكدًا أن "جمهورية إيران الإسلامية تحتفظ بقناة اتصال دائمة مع الأطراف السياسية كافة في أفغانستان".
وخلال حكمهم لإمارة أفغانستان سابقًا، اتسمت العلاقات بالتوتر الشديد بين إيران وطالبان التي لم تعترف بها طهران مطلقًا، ولكن بدا أنها ترسم تقاربًا مع طالبان في الأشهر الأخيرة.
وفي 6 سبتمبر/ أيلول الجاري، أدانت طهران "بشدة" هجوم طالبان على وادي بنجشير، آخر معقل مقاوم لها في أفغانستان قبل أن تعلن الحركة سيطرتها "بشكل كامل" على البلاد.
وكانت طهران قد امتنعت حتى الآن عن انتقاد حركة طالبان، بعد استيلائها على السلطة في كابل في 15 أغسطس/ آب.