على الرغم من الحرب على أوكرانيا، والتوترات المتزايدة حول العالم، وجائحة كوفيد19، أظهر مؤشر جوازات السفر الذي تُصدره شركة الاستشارات "آرتون كابيتال" الكندية أن هناك تغيّر هام في اتجاهات السفر حول العالم، مع تزايد حركة التنقّل العالمي، مرجّحة أن يستمرّ هذا التغيّر للعام المقبل.
وذكرت الشركة في بيان على موقعها الإلكتروني أن "السفر لم يكن أسهل من أي وقت مضى، مع النمو المطرد في قوة جواز السفر، وهو اتجاه من المتوقّع أن يستمر حتى عام 2023".
ونوّهت الشركة إلى أن جواز سفر كل دولة تقريبًا أصبح أكثر قوة، بمعدل 16 نقطة هذا العام، باستثناء دولة واحدة هي فانواتو، الجزيرة التي تقع في جنوب المحيط الهادئ، التي شهدت انخفاضًا في درجة قوة التنقّل (7 نقاط) بسبب تعليق خطة الإعفاء من التأشيرة مع الاتحاد الأوروبي.
وقبل الوباء، كان متوسط نمو درجة الانفتاح العالمي 3.6% سنويًا، وخلال فترة الوباء انخفضت بنسبة 65%. لكنّ انتعشت خلال هذا العام بشكل مذهل بمتوسط معدل نمو 18.8%.
ترتيب الجوازات الأقوى
ويتصدّر جواز سفر الإمارات ترتيب الجوازات الأقوى، مع سهولة الوصول لـ180 دولة، منها 121 دولة بدون تأشيرة و59 دولة عند الوصول، يليها جواز السفر الألماني، فالسويدي، ثمّ الفنلندي، فجواز سفر لوكسمبورغ، يليه الإسباني، فالفرنسي، ثمّ الإيطالي، والهولندي، والنمساوي على التوالي. وجميع هذه الجوازات باستثناء النمساوي، تتيح الدخول إلى 173 دولة من دون تأشيرة.
كما أوردت الشركة قائمة بالدول التي زادت قوة جوازها، مثل ماليزيا، وسانت فينسنت، والغرينادين، اللتين ارتفعا ترتيبها 31 درجة، تليهما كل من غواتيمالا، وميكرونيسيا، والبرازيل، وبالاو بارتفاع 30 درجة، وكل من جزر سليمان، وبروناي، وباربادوس، وسانت لوسيا بارتفاع 29 درجة.
كما زادت قوة جواز السفر اللبناني 5 درجات، وكل من السوري والليبي 4 درجات، ومع ذلك، كانت سوريا وليبيا في ذيل الترتيب لجوازات السفر الأقوى عالميًا.
وحلّت أفغانستان في ذيل الترتيب مع الوصول إلى 38 دولة فقط، وقبلها سوريا (39 دولة)، والعراق (40 دولة)، وباكستان (44 دولة)، والصومال (44 دولة)، واليمن (45 دولة)، وبنغلاديش (49 دولة)، وكوريا الشمالية (50 دولة)، والأراضي الفلسطينية (50 دولة)، وليبيا (50 دولة)، وإيران (51 دولة).
دول أكثر انفتاحًا
وأوضحت الشركة أن جوازات السفر لم تصبح أكثر قوة فحسب، بل أصبحت البلدان أكثر انفتاحًا على الوافدين بدون تأشيرة، أو بتأشيرة لدى الوصول، أو تأشيرة إلكترونية.
ويتجلّى هذا الأمر في إفريقيا، حيث استمرّت العديد من البلدان، خاصّة تلك الموجودة في وسط وغرب إفريقيا، في إيجاد بيئة سفر متاحة للجميع، بغضّ النظر عن الجنسية الموجودة على جواز السفر.
وقال هرانت بوغوسيان المؤسس المشارك لمؤشر جوازات السفر: "زيادة قوة جوازات السفر الذي شهدناه هذا العام يعطي سببًا للتفاؤل، حيث تجاوز العالم معيار الانفتاح الذي تم وضعه قبل الوباء، وهناك مؤشرات قوية على أن هذا الاتجاه التصاعدي مستمرّ، وهو أمر مشجّع في وقت يتزايد فيه التوتر الجيوسياسي والاضطراب الاقتصادي".