أعلنت السلطات اللبنانية، استئناف إصدار جوازات سفر المواطنين بدءًا من الأسبوع المقبل، وذلك بعد تعليق استمر لأكثر من شهر بسبب مشكلة في تسديد المستحقات المالية، أثارت امتعاض لبنانيين اضطر كثر منهم الى تأجيل أو إلغاء مواعيد سفرهم.
واليوم أفادت المديرية العامة للأمن العام المسؤولة عن إصدار جوازات السفر في بيان عن "إعادة العمل بالمنصة الخاصة لإصدار وتجديد جوازات السفر اعتبارًا من صباح الإثنين المقبل".
وحلت أزمة جوازات السفر في لبنان، بعد تحويل السلطات المستحقات المالية الى شركة أجنبية متعاقدة معها.
كما تمنت المديرية في بيانها على المواطنين الذين "ليسوا بحاجة ملحة الى جواز سفر، عدم التهافت على حجز مواعيد ليتسنى لمن هم بحاجة ماسة الحصول على جواز السفر".
وطمأنت أن هذه الجوازات ستكون مؤمنة لمن يطلبها كونها "حق لهم بناء على القوانين التي ترعى هذا الحق".
وكان الأمن العام، أعلن في 27 أبريل/ نيسان تعليقه تلقّي طلبات المواطنين الراغبين في استصدار جوازات سفر جديدة لأنّ مخزونه من الجوازات شارف على النفاد بسبب الطلب الهائل عليها ولعدم توفر التمويل اللازم لشراء كميات جديدة منها.
#بيان تعلن المديرية العامة للأمن العام عن إعادة العمل بالمنصة الخاصة بحجز مواعيد لتقديم طلبات انجاز جواز السفر اعتباراً من صباح يوم الاثنين في 13 حزيران 2022#الأمن_العام_اللبناني #تضحية_خدمة
— الأمن العام اللبناني (@DGSG_Security) June 10, 2022
عين اللبنانيين على الهجرة
وفاق الطلب على جوازات السفر، وفق الأمن العام، عشرات أضعاف ما كان عليه خلال الأعوام السابقة في ظل تهافت اللبنانيين منذ العام الماضي لاستصدار جوازات جديدة أو تجديد تلك المنتهية الصلاحية، على وقع أزمة اقتصادية خانقة فاقمت موجة الهجرة خصوصًا في صفوف الشباب.
وتوقع مرصد الجامعة الأميركية في بيروت، في أغسطس/ آب من العام الفائت، حصول هجرة ثالثة في لبنان تؤدي إلى رحيل الكثير من الكوادر البشرية المتميزة.
وكان لبنان قد عاش من قبل موجتين للهجرة، الأولى في أواخر القرن التاسع عشر حتى فترة الحرب العالمية الأولى والتي هاجر وقتها أكثر من 330 ألف لبناني، والثانية كانت أثناء الحرب الأهلية عام 1975 التي هاجر بموجبها 990 ألف شخص.
يأتي ذلك على وقع كشف جديد من قبل إدارة الإحصاء المركزية في لبنان ومنظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، في مايو/ أيار، عن ارتفاع غير مسبوق بمعدل البطالة الرسمي بنحو ثلاثة أضعاف مع تفاقم الانهيار الاقتصادي الذي يدفع الشباب نحو الهجرة.
فعند سؤال المقيمين في لبنان بعمر 15 سنة وما فوق المشاركين في الإحصاء، عن رغبتهم في الهجرة، أبدى أكثر من نصفهم (52%) أمله في الهجرة من حيث كانت الفئات العمرية الشابة الأكثر توجهًا نحو هذه الخطوة بنسبة 69% ممن هم بعمر 15-24 سنة و66% ممن هم بعمر 25-44 سنة، مقابل 10% فقط لدى المسنين بعمر 65 سنة وأكثر.
أزمات لبنان
يذكر أن لبنان يعاني منذ خريف 2019 انهيارًا اقتصاديًا صنّفه البنك الدولي على أنه من بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي، خسرت معه الليرة أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار.
كما تعصف بهذا البلد الصغير رياح التجاذبات السياسية التي تحول دون اتخاذ خطوات إصلاحية تحدّ من التدهور وتحسّن من نوعية حياة السكان الذين يعيش أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر، بحسب الأمم المتحدة.