الأربعاء 2 أكتوبر / October 2024

اتحاد الشغل يعتزم طرح خارطة طريق.. أزمة تونس تلقي بظلالها على كل شيء

اتحاد الشغل يعتزم طرح خارطة طريق.. أزمة تونس تلقي بظلالها على كل شيء

شارك القصة

نافذة إخبارية ضمن "الأخيرة" حول تطورات الأزمة التونسية وقراءة تحليلية مع الكاتب الصحافي كمال بن يونس (الصورة: غيتي)
قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في تصريح خاص إلى "العربي": ليس هناك أيّ شخص يمكنه بناء تونس وحده.

تعيش تونس على وقع أزمة سياسية تلقي بظلالها على كلّ شيء، حيث يرفض الرئيس قيس سعيّد الحوار ويمضي بتنفيذ مشروعه، رغم الرفض الداخلي والخارجي.

وفي المواقف، قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في تصريح لـ"العربي" إنّه ليس هناك أيّ شخص يمكنه بناء تونس وحده.

ودعا الطبوبي على هامش المؤتمر الانتخابي الذي يعقده في محافظة صفاقس جنوب تونس، إلى التشارك والحكمة، مبينًا أنّ تونس تمرّ بمنعطفات سياسية واقتصادية صعبة للغاية.

وعلى المستوى الغربي، أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن "قلقه" من الإجراءات الجديدة التي منح بموجبها قيس سعيّد نفسه صلاحيات واسعة على حساب القضاء. وقال أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي إنّ هناك عددًا من "الإجراءات المقلقة" التي قام بها سعيّد، وعلى وجه الخصوص حلّ المجلس الأعلى للقضاء.

مقترحات عملية لإصلاح النظام

وستحدد انتخابات الاتحاد العام للشغل بوصلة اتحاد الشغل لخمس سنوات مقبلة، علمًا أنّ بعض الخلافات سبّبت تصدّعات في صفوف الاتحاد، حين رفض بعض النقابيين تعديل النظام الأساسي، حيث يخوّل التعديل أعضاء المكتب التنفيذي الترشح لدورتين متتاليتين.

ويعتزم المؤتمر طرح خارطة طريق لبلورة مقترحات عملية لإصلاح النظامين السياسي والانتخابي وسط دعوات إلى حوار وطني، وفق ما يقول الأمين العام السابق للاتحاد حسين العباسي لـ"العربي"، مشيرًا إلى أنّ البلاد تحتاج إلى مثل هذا الحوار أكثر من أيّ وقت مضى.

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ السياسة حاضرة في قلب مؤتمر اتحاد الشغل الانتخابي، فدوره في الحياة السياسية يضفي أهمية على انتخاباته الداخلية، والتي ستكون نتائجه محدّدًا رئيسًا لمواقفه وتوجهاته المستقبلية إزاء ما تعيشه البلاد من وضع استثنائي.

"لا بديل عن الحوار"

ويعرب الكاتب الصحافي كمال بن يونس عن اعتقاده بأنّ لوائح ستصدر بعد مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل تنتقد المسار السياسي الحالي، لافتًا إلى تصريحات أمينه العام نور الدين الطبوبي في هذا السياق.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من تونس، إلى أنّ الطبوبي وقيادات كثيرة في الاتحاد ونقابات العمال وأطراف سياسية تقدّمت إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 بمبادرة الحوار الوطني، وقد رحّبت بها عدّة أطراف بما فيها حزب التيار.

ويتحدّث عن مدّ وجزر في هذا السياق، "لكنّ الجميع مقتنع أنّه في ظلّ الأزمة السياسية والاقتصادية والحصار الدولي والضغوط الدولية، اقتصاديًا وسياسيًا، أميركيًا وأوروبيًا، لا بديل عن الحوار".

ويرى أنّ الطبوبي خفّض حدّة خطابه بانتظار انتهاء المؤتمر، لأنّ بعض خصومه حاولوا الطعن بهذا المؤتمر، وتقدّموا للقضاء بمطلب لإلغائه وإبطاله بسبب خلافات حول عدد الدورات التي يترشح لها أعضاء المكتب التنفيذي.

ويرجّح أن ترتفع حدة الخطاب مجدّدًا بعد إنجاز المؤتمر، وأن يسعى نور الدين الطبوبي كعادته ليجد حلًا وسطًا بين أقصى اليسار وبعض القوميين الذين ساندوا منعرج 25 يوليو وما تلاه من قرارات، وبقية الأطراف السياسية والحقوقية التي تعارض هذه الإجراءات وتعتبرها انقلابًا على الدستور.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة