الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اتفاق تصدير الحبوب بين موسكو وكييف.. "الصعوبة تكمن في التنفيذ"

اتفاق تصدير الحبوب بين موسكو وكييف.. "الصعوبة تكمن في التنفيذ"

شارك القصة

حلقة "للخبر بقية" تناقش اتفاق تصدير الحبوب الذي تم بوساطة تركية وانعكاساته والصعوبات التي قد تعترض تنفيذه (الصورة: أناضول)
يمكن أن يسهم هذا الاتفاق في التخفيف من خطر الجوع الذي يواجه الملايين في أنحاء العالم بعدما أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغذاء.

بعد أسابيع من المفاوضات والانتظار، أبرمت موسكو اتفاقًا مع كييف في إسطنبول برعاية أممية يتيح تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية المحاصرة على البحر الأسود.

هذه الخطوة المتقدمة يمكن أن تساهم في التخفيف من خطر الجوع الذي يواجه الملايين في أنحاء العالم بعدما أدت الحرب الروسية على أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الغذاء حول العالم ما يهدد دولًا عدة تعتمد على صادرات الحبوب الاوكرانبة والروسية.

وبينما قالت كييف إنها لا تثق بروسيا بل بالأمم المتحدة، أعرب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن تفاؤله بنجاح الاتفاق.

هذا الاتفاق أبصر النور بعد أيام من تعديل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوباتهما لتتضمن استثناءات أكثر وضوحًا لصادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية، في خطوة أثارت الكثير من الجدل بشأن فاعلية العقوبات ضد موسكو.

وسبق الانفراج في ملف الحبوب، انفراج آخر على صعيد ملف الطاقة، بعدما أعلنت روسيا تشغيل خط أنابيب الغاز "نورد ستريم1" الذي يربط مباشرة بين حقول الغاز في سيبيريا وشمال ألمانيا، وذلك بعد إغلاق استمر 10 أيام من أجل إجراء أعمال صيانة.

هذه الخطوة لم تطمئن برلين التي اتهمت موسكو بزعزعة استقرار أسواق الطاقة.

بدورها، اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الغاز كسلاح، فيما رفضت الرئاسة الروسية هذه الاتهامات واصفة إيها بـ"الابتزاز"، محملة القيود التي فرضها الغرب على موسكو مسؤولية ما آلت إليه الأمور.

"ضمانات حقيقية"

وفي هذا الإطار، أكد الباحث المتخصص في العلاقات الدولية سعيد الحاج أن التوصل إلى الاتفاق حول تصدير الحبوب لم يكن سهلًا بعد نحو 3 أشهر من المفاوضات.

ورأى في حديث إلى "العربي" من إسطنبول أن ما دفع إلى إتمام هذا الاتفاق هو الضمانات الحقيقية التي قُدمت في ظل أزمة الثقة بين الدولتين المتحاربتين روسيا وأوكرانيا.

الحاج اعتبر أن الضمانة الأكبر لهذا الاتفاق تتمثل في كون جميع الأطراف رابحة منه، وبسبب ارتباط هذه الأزمة بالاقتصاد بشكل مباشر، بحيث أن أوكرانيا ستسفيد من خلال تصدير حبوبها، فيما تكمن الاستفادة الروسية بتخفيف العقوبات الغربية وقبولها من قبل المجموعة الدولية والأمم المتحدة كفاعل سياسي وليس كخصم في الحرب.

وشدد على أن الوساط التركية لهذا الاتفاق شكلت مكسبًا دبلوماسيًا كبيرًا لأنقرة، وخصوصًا أن مركز الرقابة المشترك للخطة سيكون على الأراضي التركية.

الحاج الذي رأى أن جميع الأطراف ربحت، قال إن مخاطر انهيار هذا الاتفاق موجودة لأنه يتم بين دولتين متحاربتين. 

خلافات أوروبية

بدورهت، لفتت الباحثة في المجلس الأوروبي العلاقات الخارجية كادري ليك إلى أن من مصلحة أوروبا أن تنقذ العالم من أزمة غذاء.

وأشارت في حديث إلى "العربي" من تالين إلى أن أوكرانيا ستستفيد من الاتفاق عبر إيصال محصولها إلى دول العالم، كما يمكن للعديد من الدول أن تتجنب أزمة مجاعة.

وفيما لفتت إلى أن دول الاتحاد الأوروبي متحدة إجمالًا، قالت إن اختلافات تظهر عند بحث العقوبات على موسكو وخصوصًا مسألة الغاز.

إلا أن ليك اعتبرت أن الثقة بالغاز الروسي فُقدت من وجهة نظر الأوروبيين، وقالت إن أوروبا ستبدأ باتخاذ خطوات حقيقية للتخلي عن هذا الغاز.

"الصعوبة تكمن في التنفيذ"

الباحث السياسي يفغيني سيدروف ذكّر بموقف موسكو من أنها لا تعرقل عملية نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية وبأنها مستعدة لتقديم التسهيلات الممكنة في هذا الإطار.

ولفت في حديث إلى "العربي" من العاصمة الروسية إلى أنه لم يلاحظ في الاتفاق الذي حصل اليوم أي إشارة إلى إزالة الألغام من الموانئ، وخصوصًا أن هذه العملية تتطلب وقتًا بينما نقل الحبوب يجب أن يكون مستعجلًا.

وقال سيدروف: "ربما تم تنفيذ مطلب الجانب الأوكراني الذي أصر على أن لا تتم حاليًا إزالة الالغام".

وشدد على ضرورة ترجمة ما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع، "لأن التوقيع على الاتفاقات سهل بينما الصعوبة تكمن في التنفيذ"، محملًا الدول الغربية مسؤولية نشوب أزمة الحبوب.

تابع القراءة
المصادر:
العربي