الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

اتهامات وأخبار كاذبة في المناظرة الرئاسية.. هاريس تضع ترمب بموقف دفاعي

اتهامات وأخبار كاذبة في المناظرة الرئاسية.. هاريس تضع ترمب بموقف دفاعي

شارك القصة

خاض ترمب وهاريس مواجهة ساخنة في أول مناظرة رئاسية لهما
خاض دونالد ترمب وكامالا هاريس مواجهة ساخنة في أول مناظرة رئاسية بينهما- رويترز
أزعجت كامالا هاريس منافسها الجمهوري دونالد ترمب مرارًا، ما دفع الرئيس السابق الذي بدا عليه الغضب بوضوح، إلى تقديم سلسلة من الردود تضمنت معلومات مغلوطة.

خاض المرشّحان للانتخابات الرئاسية الأميركية الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب أمس الثلاثاء، أول مناظرة رئاسية بينهما وربما الأخيرة، بعد تبادل للاتهامات الحادة في ملفات عدة.

وتبادل ترمب وهاريس اتهامات بالتشدد وسوء الأداء، في ملفات اقتصادية أبرزها التضخم، وأخرى اجتماعية، أبرزها الإجهاض، وفي مجال السياسة الخارجية، وتحديدًا الحربين في غزة وأوكرانيا.

ووضعت هاريس منافسها الجمهوري في موقف دفاعي، بسلسلة من الهجمات فيما يتعلّق بالإجهاض ومدى ملاءمته للمنصب ومشاكله القانونية العديدة، بينما سعى الاثنان إلى اقتناص لحظة لإقناع الناخبين بالتصويت لهما في انتخابات متقاربة.

واستمرّت المناظرة 90 دقيقة داخل المركز الدستوري الوطني في فيلادلفيا، وجرت وفقًا للقواعد التي تفاوضت عليها الحملتان، لناحية غياب الجمهور، وكتم ميكروفونات المرشّحين عندما لم يكن دورهما في التحدث.

وبدا أن هاريس أزعجت دونالد ترمب مرارًا، ما دفع الرئيس السابق الذي بدا عليه الغضب بوضوح، إلى تقديم سلسلة من الردود التي قال الديمقراطيون إنها مليئة بالأكاذيب.

وشنّ ترمب هجومًا لاذعًا على الديمقراطيين، معتبرًا أنّ الانتقادات التي وجّهها إليه خصومه واتهامه بأنّه يُشكّل خطرًا على الديموقراطية كادت تكلفه حياته، في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي تعرّض لها.

وقال: "كنت على الأرجح سأتلقّى رصاصة في رأسي بسبب الأشياء التي يقولونها عني. يتحدثون عن الديموقراطية، أنّني تهديد للديموقراطية. هم التهديد للديموقراطية".

"تنظيف فوضى ترمب" في الاقتصاد

وفي ملف الاقتصاد، اعتبر ترمب أنّ "انتخاب هاريس سيُمثّل نهاية للولايات المتحدة"، مجددًا اتهامه لها بأنّها "ماركسية" ولا تملك برنامجًا اقتصاديًا وكل ما فعلته هو أنّها نسخت برنامج الرئيس جو بايدن.

 وقال: "ليس لديها خطة. لقد نسخت خطة بايدن التي هي عبارة عن 4 جمل.. 4 جمل تقول فقط: حسنًا، سنحاول خفض الضرائب.. ليس لديها خطة".

وأشار إلى أنّ الاقتصاد الأميركي كان أفضل خلال فترة ولايته، قائلًا: "تركت واحدًا من أفضل اقتصادات العالم وسأفعل ذلك مجددًا"، متباهيًا بأنّه "الرئيس الوحيد الذي أجبر الصين على دفع مليارات الدولارات لنا".

في المقابل، تحدّثت هاريس عن خططها لخفض الضرائب، قائلة: "أنا ابنة الطبقة المتوسطة ولدي خطة لتحسين المستوى المعيشي وخفض الضرائب للطبقة المتوسطة".

و تعهدت هاريس بأن تكون "رئيسة لكل الأميركيين"، مشيرة إلى أنّ إدارة بايدن اضطرت إلى تنظيف "الفوضى" التي خلّفها ترمب.

وقالت: "لقد ترك لنا دونالد ترمب أسوأ بطالة منذ الكساد العظيم.. وأسوأ جائحة صحية منذ قرن وأسوأ هجوم على ديمقراطيتنا منذ الحرب الأهلية، وما فعلناه هو تنظيف الفوضى التي خلّفها".

الحرب على غزة

وفي ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعربت هاريس عن دعمها لحل الدولتين، فيما تهرب ترمب من الإجابة على السؤال، وكرر ببساطة ادعاءه بأن هاريس والديمقراطيين "يكرهون إسرائيل" وأنّ الصراعات "لن تحدث" تحت إدارته.

وقال ترمب إنّ هاريس "تكره إسرائيل، إذا أصبحت رئيسة، أعتقد أن إسرائيل لن تكون موجودة في غضون عامين.. إسرائيل ستزول".

وردت عليه هاريس قائلة إنّ اتهامها بكره إسرائيل "غير صحيح على الإطلاق"، مذكرة بأنّها "دعمت تل أبيب طوال حياتها ومسيرتها المهنية".

الملفات الدولية

وعن الحرب على أوكرانيا، قالت هاريس إنّه "بفضل دعمنا، أوكرانيا لا تزال دولة مستقلة، ولو كان ترمب رئيسًا لوجدنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كييف"، مضيفة أنّ الرئيس السابق "لن يكون سوى لقمة سائغة" لبوتين.

وردّ ترمب باتهام هاريس وبايدن باتخاذ سياسة غير مسؤولة تجاه روسيا "الدولة النووية".

وعند سؤاله عمّا إذا كان يريد انتصار كييف في حربها مع موسكو، لم يجب ترمب بشكل مباشر، لكنه قال إنّه "يريد أن تتوقف الحرب، وأنّ إنهاء هذه الحرب يصب في مصلحة الولايات المتحدة".

وفي ملف الانسحاب الأميركي من أفغانستان، عندما سئلت نائبة الرئيس عما إذا كانت تشعر بأنها تتحمل أي مسؤولية عن الطريقة التي تم بها الانسحاب من أفغانستان، بدأت هاريس ردها بالدفاع عن قرار الإدارة بإنهاء أطول حرب في أميركا.

وانتقلت هاريس إلى انتقاد ترمب للطريقة التي تفاوض بها على خطة سلام مع حركة "طالبان" تضمنت تحديد الأول من مايو/ أيار 2021 للانسحاب النهائي للقوات، والذي واصل الرئيس، جو بايدن، تنفيذه بعد ذلك مع تحديد موعد نهائي في سبتمبر/ أيلول.

أخبار مغلوطة

وفي قضية الإجهاض، اتهمت هاريس منافسها الجمهوري بنشر "شبكة من الأكاذيب" حول الإجهاض، معتبرة أنّ سياسته على هذا الصعيد "مهينة لنساء أميركا".

وأطلقت هاريس نداء قويًا سلّطت فيه الضوء على المعاناة التي تقاسيها النساء الأميركيات نتيجة إلغاء حكم المحكمة العليا الذي كان يضمن الحقّ في الإجهاض في كل ولايات البلاد.

كما شنّ ترمب هجومًا شرسًا على المهاجرين، مكررًا اتهامات كاذبة بأنّ وافدين جددًا من هايتي إلى ولاية أوهايو الأميركية "يأكلون قطط" السكان.

وقال ترمب: "في سبرينغفيلد، المهاجرون يأكلون الكلاب والقطط، والحيوانات الأليفة للأشخاص الذين يعيشون هناك. هذا ما يحدث في بلدنا"، رغم أنّ رئيس بلدية مدينة سبرينغفيلد أكد أنّ هذه القصة لا أساس لها من الصحة.

في المقابل، اتهمت المرشّحة الديموقراطية منافسها الجمهوري بالسعي "لتقسيم" البلاد من خلال تأجيج التوترات العرقية.

وقالت هاريس: "أعتقد أنّها لمأساة أن يكون لدينا شخص يريد أن يصبح رئيسًا حاول باستمرار، طوال حياته المهنية، استخدام العرق لتقسيم الشعب الأميركي".

محاكمة ترمب

إلى ذلك، ذكّرت هاريس المشاهدين بأنّ ترمب "مجرم مدان"، وهو ما رد عليه الرئيس السابق بالقول "إنهم يستخدمون القضايا القانونية كسلاح ضدي".

ووصف ترمب القضايا المرفوعة ضده بأنّها "مزيفة".

ومع انتهاء المناظرة، نجحت هاريس في توجيه التركيز إلى ترمب ليشعر حلفاؤها بالابتهاج ويعترف بعض الجمهوريين بالتحديات التي يواجهها ترمب.

وقال مارك شورت الذي شغل منصب كبير موظفي مايك بنس نائب ترامب السابق: "أضاع ترمب فرصة تحويل التركيز إلى سياسات بايدن وهاريس بشأن الاقتصاد والحدود، وبدلًا من ذلك وقع في فخها وتشتّت تركيزه بين إنكار نتيجة الانتخابات السابقة ومسألة المهاجرين الذين يأكلون حيواناتنا الأليفة".

وبينما اعتبر ترمب أنّ المناظرة "كانت أفضل مناظرة له على الإطلاق"، أظهر موقع "بريدكت" لتوقّعات انتخابات الرئاسة أنّ احتمالات فوز ترمب انخفضت خلال المناظرة من 52% إلى 47%، بينما تحسنّت فرص هاريس من 53% إلى 55%.

مناظرة ثانية؟

وفي إشارة إلى الثقة في نتيجة المناظرة، تحدت حملة هاريس منافسها الجمهوري على الفور لتنظيم مناظرة ثانية.

وقالت حملة هاريس في بيان انتقدت فيه أداء الرئيس السابق إنّ "نائبة الرئيس مستعدّة لمناظرة ثانية. هل دونالد ترامب مستعدّ؟".

وأضاف البيان: "الليلة، سيطرت نائبة الرئيس هاريس على المسرح في كل قضية تهم الشعب الأميركي. رأى الأميركيون بالضبط ما هو نوع الرئيس الذي ستكون عليه كامالا هاريس: شخص يقدم طريقًا جديدًا إلى الأمام للبلاد، سيكون رئيسًا لجميع الأميركيين، وسيطوي صفحة الظلام والانقسام الذي مثله دونالد ترمب، مرة واحدة وإلى الأبد".

وفي دفعة لحملة هاريس، قالت نجمة البوب تايلور سويفت لمتابعيها البالغ عددهم 283 مليونًا على "إنستغرام" في منشور بعد المناظرة مباشرة، إنها ستدعم هاريس ومرشّحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز في الانتخابات المقررة من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وحظي المنشور بإعجاب حوالي مليوني شخص في غضون 25 دقيقة.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
Close