أكّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الخميس، على ضرورة حماية المدنيين قبل أيّ عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في مدينة رفح، التي تؤوي أكثر من مليون فلسطيني.
ووفقًا لوزارة الدفاع الأميركي، فقد أكد أوستن في اتصال هاتفي مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت "الضرورة التي لا تقبل الجدال" لحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون توقف قبل أيّ عملية عسكرية موسعة في رفح.
وفي تحد للاعتراضات الدولية، توغلت القوات البرية الإسرائيلية في شرق رفح في 7 مايو/ أيار، وأمرت مئات الآلاف من الفلسطينيين بمغادرة المنطقة.
وأعربت الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، عن "اعتراضها" الشديد على توسيع العمليات البرية في رفح التي لجأ إليها 1,4 مليون مدني فلسطيني.
وتقول الأمم المتحدة: إن حوالي 600 ألف شخص فروا من رفح منذ أن أصدرت إسرائيل أمر الإخلاء الأول في شرق رفح في 6 مايو.
نتنياهو يعتبر معركة رفح "حاسمة"
وأمس الخميس، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العمليات العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة "حاسمة" في الحرب ضد حركة حماس، حسب تعبيره.
وبعيد إعلان إسرائيل مقتل 5 من جنودها في غزة، قال نتنياهو: إن "المعركة في رفح حاسمة... إنها معركة تقرر أشياء كثيرة في هذه الحملة".
ويدعي نتنياهو أن رفح هي آخر معقل لحركة حماس في القطاع، على الرغم من استئناف القتال العنيف في مناطق بشمال غزة سبق الإعلان عن انسحاب الجيش الِإسرائيلي منها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "لا يقتصر الأمر على بقية كتائبها فحسب، بل إنها بمثابة شريان حياة لها للهروب وإعادة الإمداد".
وأضاف في بيان صادر عن مكتبه: "إن استكمالها يقربنا بمسافة كبيرة من هزيمة العدو"، وفق وصفه.
وتأتي تصريحات بنيامين نتنياهو بعد ظهور خلافات داخل حكومته حول إدارة غزة بعد الحرب.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء: "أدعو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إعلان أن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على قطاع غزة، وأن إسرائيل لن تنشئ قيادة عسكرية في قطاع غزة، وأنه سيتم إعداد بديل حكومي لحماس على الفور".
وكانت إسرائيل أعلنت الخميس أن جيشها "سيكثف" عملياته البرية في رفح رغم التحذيرات الدولية من شن هجوم كبير على المدينة المكتظة الواقعة في جنوب غزة.
وفي لاهاي، قالت جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية: إن "الإبادة" الإسرائيلية في قطاع غزة بلغت "مرحلة جديدة ومروعة"، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح.
وفي المنامة، دعت القمة العربية إلى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة"، وإلى عقد مؤتمر سلام للتوصل إلى "حل الدولتين"، وإلى نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في انتظار هذا الحل.