ينفذ القطاع الصحي الإسرائيلي إضرابًا عامًا، اليوم الثلاثاء، احتجاجًا على إقرار الكنيست قانون "حجة المعقولية" الذي يحد من سلطات المحكمة العليا تجاه قرارات الحكومة، الأمر الذي يثير جدلاً واسعًا في الشارع الإسرائيلي.
وقال رئيس نقابة الأطباء التي دعت للإضراب المقرر ليوم واحد، تسيون حاجاي، إنّه يوم "صعب"، مذكّرًا بأنّ النقابة "حذرت الجميع من أن الصياغة المتطرفة لتعديل القانون الأساسي للقضاء، فيما يتعلق بإلغاء سبب المعقولية، ستكون لها عواقب وخيمة على النظام الصحي والمرضى والأطباء".
وأضاف: "رغم أننا كنا نأمل تخفيف تعديل القانون، إلا أن آمالنا قد تبددت"، مردفًا: "في ضوء ما تقدم، ومع الأسف الشديد، فإننا مضطرون إلى إعلان إضراب عام في النظام الصحي يبدأ اليوم 25 يوليو/ تموز".
وذكر أنه "سيتم استبعاد المراكز والعيادات الطبية في مدينة القدس من الإضراب، في ظل الاحتجاجات العديدة في المدينة".
بدوره، قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري المحلي: "سيتم استبعاد غرف الطوارئ في المستشفيات العامة والمستشفيات النفسية، وستعمل كالمعتاد".
وأشار إلى أنه "سيتم فحص المرضى الذين يصلون إلى أي قسم للطوارئ في جميع أنحاء إسرائيل من قبل الطبيب الذي سيقيّم ما إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من العلاج، سواء في ذلك المستشفى أو في أي مكان آخر".
قانون "حجة المعقولية"
وكان الكنيست الإسرائيلي، قد صادق بأغلبية 64 نائبًا يشكلون جميع أعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، بالقراءة النهائية أمس الإثنين على القانون الذي يثير غضبًا جماهيريًا واسعًا.
تعرفوا إلى قانون "حجة المعقولية" الذي زعزع استقرار إسرائيل👇#العربي_اليوم pic.twitter.com/JHLgKUgW7I
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 24, 2023
ويحرم هذا القانون المحاكم من إمكانية شطب قرارات تتخذها الحكومة والوزراء، حتى لو كانت غير منطقية، كما أنه أقر بغياب نواب المعارضة الذين غادروا قاعة البرلمان أثناء التصويت النهائي بالقراءة الثالثة، وتم بحضور رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي شارك في عملية التصويت بعد ساعات من مغادرته المستشفى.
وهذا القانون هو واحد من 8 مشاريع قوانين طرحتها الحكومة في إطار "إحداث التوازن بين السلطات والتشريعية والتنفيذية والقضائية"، ضمن خطة "إصلاح القضاء" التي تصفها المعارضة بـ"الانقلاب"، وتتظاهر احتجاجًا عليها منذ 29 أسبوعًا.
صحف باللون الأسود
وغطى اللون الأسود الصفحات الأولى لصحف إسرائيلية صادرة الثلاثاء، مع عبارة "يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية"، لكنه سرعان ما اتضح لاحقًا أن ما نشرته صحف "يديعوت أحرونوت" و"إسرائيل هيوم" و"هآرتس" و"ذي ماركر" كان إعلانًا ممولًا.
وكتبت الصحفية في "جروزاليم بوست" لاهاف هاركوف، على تويتر: "كان من المدهش للغاية أن نرى هذه الصحف وغيرها تحمل هذا الغلاف، مع النص ’يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية’، ولكن كما اتضح، هو إعلان".
من جانبها، تبنت مجموعة "احتجاج التكنولوجيا الفائقة" نشر الإعلانات بقولها على تويتر مع صورة للصحف: "صباح صعب للديمقراطية، لكن قاطرة إسرائيل لن تستسلم أبدًا".
إيتمار بن غفير يستنكر
وعرفت المجموعة نفسها بأنها "مجموعة من مئات شركات التكنولوجيا الفائقة من جميع أنحاء البلاد، وموظفين ورجال أعمال ومديرين تنفيذيين ومستثمرين في رأس المال الاستثماري يقودون التكنولوجيا العالية الإسرائيلية ويشعرون بالمهمة، والمسؤولية تجاه مستقبل إسرائيل".
لكن وزير الأمن القومي وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، تساءل عن مصدر تمويلها. وكتب على تويتر: "ليس هذا ما يبدو عليه الاحتجاج الشعبي، ورأيك لن يشتريه مئات الملايين من الكيانات الأجنبية التي تمول المظاهرات، واشترت كل الصفحات الأولى من الصحف هذا الصباح، وهم يديرون حملة لتدمير البلاد من أفضل وكالات الدعاية والعلاقات العامة".
وتمت عملية التصويت على القانون على وقع مظاهرات صاخبة شهدها محيط الكنيست لمؤيدين ومعارضين للتعديلات القضائية. وقد تدخلت الشرطة وفرقت محتجين بخراطيم المياه، واعتقلت آخرين عقب وقوع اشتباكات بين الطرفين.