الخميس 19 Sep / September 2024

ارتدادات على المسار التفاوضي.. ما تأثير عملية تل أبيب الاستشهادية؟

ارتدادات على المسار التفاوضي.. ما تأثير عملية تل أبيب الاستشهادية؟

شارك القصة

ارتدادات عملية تل أبيب على المسار التفاوضي والتصعيد الميداني - الأناضول
ارتدادات عملية تل أبيب على المسار التفاوضي والتصعيد الميداني - الأناضول
يناقش التلفزيون العربي دلالات ورسائل العملية الاستشهادية في تل أبيب، ويبحث في إستراتيجية المقاومة الجديدة.

لوّحت حركة "حماس" وهدّدت بعودة التفجيرات إلى مناطق الخط الأخضر، وذلك بعد تبنيها العملية الاستشهادية في تل أبيب.

ووعيد كتائب "القسام" الذراع العسكري للحركة، بالعودة إلى التفجيرات، أكّده القيادي في "حماس" أسامة حمدان في تصريحات خاصة اليوم الإثنين للتلفزيون العربي.

وأكّد حمدان أن المقاومة أطلقت نموذجًا جديدًا من خلال عملية تل أبيب، فالتعنت الإسرائيلي سيدفع المقاومة الفلسطينية للمزيد من التصعيد بشكل أدائها وذلك ما سينعكس على طاولة المفاوضات، وفق التصريح.

إسرائيل في حالة تأهب

أما إسرائيل، فقد رفعت حالة التأهب الشامل في تل أبيب الكبرى على وقع إعلان الجيش "يومًا عملياتيًا شاملًا" للاستعداد للجبهة الشمالية.

وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي إنها تستخدم وسائل تكنولوجية لمعرفة المسار الذي سلكه منفذ عملية تل أبيب، وذلك بعدما راجت أنباء بقدومه من نابلس حاملًا معه عبوة تزن 10 كيلوغرامات، وتشبه تلك التي تصنع في الضفة الغربية.

ارتداد هذا الحدث كان في قرى الضفة، عبر اعتقالات واقتحامات لقرى في قلقيلية ومخيم العين في نابلس.

"حماس" تعتمد الضغط لإنجاز المفاوضات

وأكّدت حركة "حماس" ذهابها بالضغط لإنجاز مفاوضات التهدئة بغزة عبر العمليات، بينما طلب وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور إسرائيل، أن تقود واشنطن الضغط السياسي على "حماس" للتوصل إلى صفقة.

كما تقود تل أبيب بالتوازي مع ذلك، الضغط العسكري وسط مقاربات مختلفة تضع فيها إسرائيل الحرب في الكفة الأثقل وتقوم باستدعاء جنود الاحتياط المعفيين من الخدمة عقب تقدير جديد للأوضاع.

ومن جانبها، تقول الولايات المتحدة: إنها "الفرصة الأخيرة" لإبرام صفقة وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل أسرى بين "حماس" والاحتلال الإسرائيلي.

رسائل المقاومة من عملية تل أبيب

متابعةً لهذه التطورات، يرى الكاتب السياسي إياد القرا أن الرسالة الأهم التي ترسلها "حماس" خلال العقدين الأخيرين هي بشأن إمكانية عودة العمليات الاستشهادية، مردفًا بأن هذه الرسالة "قوية ومباشرة لإسرائيل".

ويعتقد القرا أن هناك قرار واضح لدى الفصائل الفلسطينية بالعودة إلى العمليات الاستشهادية والتفجيرية في وسط تل أبيب والمدن داخل الخط الأخضر، وهذا مؤشر - برأيه - على أن حرب غزة أثرت بشكل كبير على اتخاذ هذا القرار الذي بتقديره لم يكن بالعلن خلال السنوات الماضية.

ويضيف الكاتب السياسي في حديثه للتلفزيون العربي من خانيونس: "ما حدث في حرب غزة أثر بشكل كبير نحو هذا القرار"، الذي يرى أنه يهدف بجانب منه إلى "الضغط على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتي طالما أنها تشعر بالهدوء وعدم التهديد مما يقوم به الاحتلال في غزة والضفة، فلن يكون هناك أداة ضغط على الحكومة الإسرائيلية".

كذلك، تسعى الفصائل الفلسطينية للضغط على حكومة الاحتلال والقول إن عدم الذهاب لصفقة سيعطي فرصة للذهاب لخيارات أخرى تخلت عنها المقاومة خلال الفترة الماضية، وسيكون تأثيرها أكبر، وفق القرا.

تأثير الخرق الداخلي

ومن الناصرة، يتطرق جاكي خوري الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى الخرق الأمني في ذروة التأهب العسكري الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن تفاصيل العملية الفدائية لم تنشر بعد رغم البيان الإسرائيلي.

ويشرح في حديثه إلى التلفزيون العربي عن أهمية هذا الخرق الأمني، قائلًا: "شاب عربي فلسطيني يصل إلى قلب مدينة تل أبيب.. والسؤال هنا هو إذا كنا نتحدث عن عملية تندرج في إطار فردي أم نتحدث عن سياسة وإستراتيجية وتكتيك عسكري جديد بدأت المقاومة في تطبيقه على أرض الواقع".

كذلك، يلفت إلى أنه على الرغم من الجدار الفاصل والتضييق العسكري الكبير يتضح اليوم أنه ما زالت هناك إمكانيات متاحة للدخول، وتختلف هذه العملية عن سابقاتها التي كانت عبارة عن إطلاق نار أو عمليات طعن، ما سيشكل تحديًا جديدًا للاحتلال.

انعكاس العملية على المفاوضات

وفيما يتعلق بتأثير عملية تل أبيب على مسار المفاوضات، يرى ميك ميلروي مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، أن واشنطن ليس لديها التأثير الذي كانت تتمتع به في الماضي على الحكومة الإسرائيلية.

فوفق ميلروي كانت الولايات المتحدة تريد وقف إطلاق نار في غزة منذ أشهر طويلة وإنهاء الحرب، ولم يحصل ذلك، لكن واشنطن لن تكسر الشراكة الأمنية والدفاعية مع إسرائيل في هذا الوقت رغم التخبطات مع إدارة نتنياهو.

وعليه، فإن مثل هذه الهجمات على تل أبيب تحمل رسالة مفادها أن "حماس" يمكنها الوصول إلى هذه المناطق والتأثير على الإسرائيليين، وقد تكون نوعًا من التكتيكات التي تدفع نحو الوصول إلى إطلاق النار، على حد قول ميلروي.

ويرى مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق في مداخلته مع التلفزيون العربي من مونتانا، أن مثل هذه التحركات قد يكون لها تأثير سلبي على آراء نتنياهو.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close