رغم الانتعاش الطفيف الذي شهده قطاع تربية الدواجن في مناطق شمالي سوريا، إلّا أن العاملين في هذا المجال ما زالوا يواجهون تراكم الخسائر في السنوات الأخيرة.
فقد شهد القطاع ارتفاعًا حادًا في التكاليف، وهو ما زاد من الديون المترتبة على مربي الدواجن.
ويستمر أحمد الساعور في تربية الدواجن في محاولة منه لسداد بعض الديون المتراكمة نتيجة الخسائر التي لحقت به خلال الأعوام السابقة.
وهو يعمل بمفرده على إطعام الصيصان والعناية بها، بعد أن كان يقوم بمهامه رفقة عاملين اثنين، إلا أنه لم يعد قادرًا على دفع أجرهما الذي يبلغ 350 دولار أميركي.
زيادة الإقبال على السوق المحلي
ومع تضاعف أسعار الأعلاف عالميًا بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا وتوجه تركيا لتصدير منتجاتها من الدواجن إلى أوروبا وحجبها عن مناطق شمال سوريا، شهدت أسواق الدواجن في ريف حلب انتعاشًا مع زيادة الإقبال على المنتج المحلي، لكن العديد من الصعوبات والتحديات ما زالت موجودة أمام هذا القطاع.
وتعمل في شمال مدينة حلب وشرقها نحو 450 مدجنة، تحوي مليون و100 ألف دجاجة لإنتاج البيض، ومليون أخرى لإنتاج اللحوم.
وبحسب إحصائيات مؤسسات محلية، ارتفع حجم الإنتاج المحلي بنسبة 40% عن السنوات السابقة.
صعوبات تواجه مربي الدواجن
ومع استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد البيطرية وعدم وجود ضابطة لأنواع المواد المستوردة وأسعارها وعدم القدرة على تصدير المنتج المحلي، يظلّ مربو الدواجن وحدهم في مواجهة كل هذه الصعوبات.
ولا يختلف واقع قطاع تربية الدواجن في مناطق شمال حلب عنه في مختلف القطاعات الصناعية والزراعية الأخرى، فالخسائر متلاحقة وسط غياب شبه تام للجهات الحكومية والمنظمات الداعمة أيضًا.
في هذا السياق، يشير رئيس الجمعية العامة للثروة الحيوانية في ريف حلب جمال طه إلى غياب الدعم عن القطاع، متحدثًا عن وعود كثيرة لم تتحقق على أرض الواقع.
ويلفت طه في حديث إلى "العربي" من حلب، إلى أن ريف المدينة الشمالي كان يضم 450 منشأة تستهدف 4500 شخص بشكل مباشر، و4500 شخص بشكل غير مباشر، أمّا الآن انخفض هذا العدد إلى الثلث تقريبًا بسبب غلاء الأعلاف وغياب الضوابط.
ويشرح طه أن رخص أسعار البيض في الدول المجاورة يجعل التجار يستوردونه بدلًا من شرائه من السوق المحلية، حيث يفتقر مربو الدواجن إلى داعم يمكّنهم من المنافسة.