السبت 16 نوفمبر / November 2024

ارتفاع قياسي لدرجة حرارة الأرض.. هل اقترب المناخ من نقطة اللاعودة؟

ارتفاع قياسي لدرجة حرارة الأرض.. هل اقترب المناخ من نقطة اللاعودة؟

شارك القصة

نافذة تحليلية عبر "العربي" على التحذيرات الأممية من ارتفاع درجات الحرارة عالميًا (الصورة: رويترز)
يقول خبراء المناخ إن نطاق وتواتر الطقس المتطرّف آخذان في الازدياد، حيث شهد هذا العام حالات جفاف في أنحاء العالم، وإعصارا نادرا أودى بحياة المئات في إفريقيا.

يعتبر خبراء المناخ أن الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل في حدود 1.5 درجة مئوية صار هدفًا بعيد المنال، مع فشل الدول في وضع أهداف أكثر طموحًا على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة على اليابسة والبحار لمستويات قياسية منذ شهور.

كما يقول هؤلاء إن نطاق وتواتر الطقس المتطرّف آخذان في الازدياد، حيث شهد هذا العام أيضًا حالات جفاف في أنحاء العالم، فضلًا عن إعصار نادر أودى بحياة المئات في إفريقيا.

"لم يعد لدينا المزيد من الوقت"

ومع تجمّع مبعوثين في بون في أوائل يونيو/ حزيران للتحضير لمحادثات المناخ السنوية لهذا العام في نوفمبر/ تشرين الثاني، تجاوز متوسط درجات حرارة الهواء على سطح الأرض لأيام 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، حسبما ذكرت خدمة "كوبرنيكوس" المعنية بتغيّر المناخ والمموّلة من الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من أن متوسط درجات الحرارة قد ارتفع من قبل لفترات وجيزة فوق مستوى 1.5 درجة مئوية، فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها هذه العتبة في نصف الكرة الشمالي خلال الصيف الذي بدأ في الأول من يونيو. 

كما تجاوزت درجة حرارة البحر هذا الشهر المستويات المسجلة في أبريل/ نيسان ومايو/ أيار.

وقالت سارة بيركنز كيركباتريك، عالمة المناخ في جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية: "لم يعد لدينا المزيد من الوقت لأن التغيير يستغرق وقتًا".

تجاوزت الأرقام القياسية

وفي الوقت الذي يستعد فيه المبعوثون من الصين والولايات المتحدة - أكبر دولتين مسببتين لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري - للاجتماع الشهر المقبل، تجاوزت درجات الحرارة الأرقام القياسية لشهر يونيو في بكين، بينما ضربت موجات الحر الشديدة الولايات المتحدة.

وكانت درجات الحرارة في أنحاء من أميركا الشمالية أعلى بنحو 10 درجات مئوية عن المتوسط هذا الشهر، في حين غطّت سحب الدخان الناتج عن حرائق الغابات سماء كندا والساحل الشرقي للولايات المتحدة مع انبعاثات كربونية يقدّر حجمها بنحو 160 مليون طن متري.

من جانبها، سجّلت الهند، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بتغيّر المناخ، ارتفاعًا في عدد الوفيات نتيجة استمرار ارتفاع درجات الحرارة. 

وأصبحت أوروبا، أكثر منطقة في العالم تشهد تسارعًا في ارتفاع درجات الحرارة، وفق وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية، والسبب الأول لذلك، هو انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وأدّت درجات الحرارة المرتفعة إلى تفاقم موجات جفاف شديدة واسعة النطاق، وأجّجت حرائق أتت على آلاف الهكتارات من الغابات، وخلّفت آلاف القتلى.

وكانت الدول اتفقت في باريس عام 2015 على محاولة الإبقاء على ارتفاع متوسط درجات الحرارة على المدى الطويل في حدود 1.5 درجة مئوية، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية توقعت في مايو بنسبة 66% أن يتجاوز المتوسط السنوي عتبة 1.5 درجة مئوية لمدة عام كامل على الأقل، من الآن وحتى عام 2027.

"ضربة رباعية"

بلغ المتوسط العالمي لدرجات حرارة سطح البحر 21 درجة مئوية في أواخر مارس/ آذار، وظلّ عند مستويات قياسية طوال شهرَي أبريل ومايو.

وقال بيرس فورستر أستاذ فيزياء المناخ في جامعة ليدز: إن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو العامل الرئيسي، لكن الأسباب تضمّنت أيضًا ظاهرة النينو وتراجع الغبار الصحراوي الذي يهبّ فوق المحيط واستخدام وقود منخفض الكبريت للسفن.

وأضاف: "لذلك في المجمل، تتعرّض المحيطات لضربة رباعية.. هذا مؤشر على أشياء قادمة".

بدورها، أوضحت أناليسا براكو، عالمة المناخ في معهد جورجيا للتكنولوجيا، أن ارتفاع درجة حرارة البحار قد يعني أيضًا تراجعًا في هبوب الرياح وهطول الأمطار، مما يخلق حلقة مفرغة تؤدي إلى مزيد من الحرارة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
Close