يُنظر إلى حرفة استخراج زيت السمسم على الطريقة التقليدية باستخدام الجمال، في أفغانستان، على أنها صنعة متكاملة، فالسمسم يأتي من الحقول المحلية لا سيما في ولاية بلخ، قبل أن يتحوّل في المعامل التقليدية إلى زيتٍ ثمينٍ يستخدم في العلاج الطبي والأطعمة الفاخرة.
ويقول منصور آرنا وهو تاجر زيت السمسم: "يأتينا كثيرٌ من الناس للحصول على الزيت لعلاج المفاصل والسكري، ويزداد الطلب عليه في فصل الشتاء".
أما بقايا السمسم فتطعم للجمال التي يتّخذ مربوها من هذه المهنة وسيلة لتدريب عضلاتها على شدّة التحمل وتحسين صحّة مفاصلها قبل عرضها للبيع.
لكنّ للأسف، تواجه هذه الحرفة التقليدية في أفغانستان، خطر الاندثار بعد تراجع عدد العاملين فيها خلال السنوات الماضية.
أما العامل الأساسي لتراجع عدد العاملين في هذه الحرفة، فهو منافسة المكابس الآلية التي تستطيع إنتاج كميات كبيرة من الزيوت في وقت أقل، بالإضافة إلى عزوف الفلاحين عن زراعة السمسم لصالح الأفيون، إضافة للاضطرابات السياسية التي تعصف بكامل اقتصاد البلاد.
ويضيف آرنا: "الإقبال قليل الآن، كما أن إنتاج السمسم لم يعد كثيرًا بسبب منافسة المكابس والمعاصر الآلية".
وأصبحت هذه المهنة تختصر اليوم على ورشات عمل لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، بعد أن كانت تحصى بالعشرات.