لم تستطع آلة الحرب الإسرائيلية حتى الساعة اكتشاف لغز الأنفاق التي يتحصّن فيها مقاتلو حماس في قطاع غزة، رغم مرور 42 يومًا من العدوان على غزة.
ويبدو أن مدينة الأنفاق تحت الأرض حيّرت إسرائيل وضربت روايات تل بيب العسكرية في مقتل، كما أنها نجحت وفق خبراء ومحللين في إيقاعِ إسرائيل داخل مستنقع يصعب الخروج منه.
استدراج جنود الاحتلال داخل الأنفاق
لكن أكثر ما يقلق الاحتلال الإسرائيلي في الوقت الراهن يتمثل في عمليات استدراجِ جنود الاحتلال إلى هذه الأنفاق المفخخة التي قضت على جنود إسرائيليين في طرفة عين، وهم يبحثون عما يصفونه بالغنائم في إشارة إلى مقاتلي حماس.
ونشرت كتائب القسام مقطع فيديو يظهر أحد عناصرها وهو يجهز شيئًا في أحد الأنفاق قبل مغادرته، وقد اكتُشف فيما بعد أنه عبارة عن كمين استدرج من خلاله مقاتلو القسام قوة من سلاحِ الهندسة الإسرائيلية دخلت إلى النفق في منطقة بيت حانون بحثًا عن الغنائم المنتظرة.
وفي رحلتهم، وجد جنود الاحتلال كاميرا، هي ذاتها التي تسجل الفيديو، وبمجرد أن وضع الجندي يده عليها أظلمت الصورة.
فالذي حدث هو أن القوة المكوّنة من 5 جنود منهم ضابط قد قتلت، وفق ما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية.
"استدراج يدرّس"
ولقي هذا الفيديو تفاعلًا واسعًا من قبل رواد التواصل الاجتماعي، حيث علّق الناشط أحمد صالح قائلًا: "استدراج يدرّس".
وباتت وتيرة الخسائر التي يُمنى بها جيش الاحتلال في الآونة الأخيرة واضحة جدًا، لا سيما بعد تصعيد المقاومة الفلسطينية عملياتها على محورين في الوقت ذاته، قطاعِ غزة والضفة الغربية كذلك.
وأعلنت كتائب القسام على موقعها في تيليغرام أمس، مقتل قوة عسكرية إسرائيلية بالكامل جراء استهداف مبنى تحصّنوا فيه باثنتي عشرة قذيفة في بيت حانون شمالي القطاع.
وكان لمنطقة بيت لاهيا نصيب من مواجهات اندلعت بين كتائب القسام وآليات إسرائيلية حاولت التسلل إليها، لكن مقاتلي المقاومة دمروا عربتي جيب تابعتين للاحتلال ومنعوا الآخرين من التوغل إلى المنطقة بالتزامن مع قصف مستوطنة "كيبوتس" نيريم، بقذائف الهاون.