Skip to main content

استشهاد يحيى السنوار.. كيف سيؤثر على مسار الحرب في غزة؟

منذ 8 ساعات
أكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن واشنطن ستطرح مقترحًا للهدنة في غزة بعد استشهاد يحيى السنوار- غيتي

أعلنت إسرائيل "قتل" رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" يحيى السنوار في غزة، بعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي إنه يتحقق من احتمال أن يكون السنوار بين ثلاثة أشخاص قُتلوا في قطاع غزة.

وتؤكد رواية الجيش الإسرائيلي الأولى أن مقتل السنوار جرى "بالصدفة" وأنه استشهد بعد استهداف الاحتلال لمبنى في حي السلطان في رفح جنوبي القطاع.

"لا معلومات مسبقة أن المسلح هو السنوار"

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي، إنه لم يكن لدى الجيش "معلومات مسبقة أن المسلح الذي اشتبكنا معه هو يحيى السنوار". كما أوضح أنه "لم يوجد أي محتجز إسرائيلي في الموقع الذي قتل فيه السنوار أو بالقرب منه".

وعملت قوات الاحتلال على نقل جثمان السنوار، الذي كان برفقة مقاتلين، إلى المختبرات الإسرائيلية للتحقق من هويته. وحاولت إسرائيل ترويج الصورة النهائية بأن ما جرى هو "عملية" أدت إلى مقتل "العقل المدبّر" لعملية "طوفان الأقصى"، وذلك بعد عام من المطاردة.

وخرج مستشار الأمن القومي الأميركي حيث أعلن أن "معلومات مخابرات أميركية ساعدت إسرائيل في تعقب قادة حماس بمن فيهم السنوار"، وفق زعمه. 

استشهاد السنوار "يحرك" عجلة مفاوضات وقف الحرب

استشهاد السنوار أعاد ملف الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة إلى الواجهة، وقالت الخارجية القطرية، إن رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ناقش مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن جهود الوساطة لإنهاء الحرب على قطاع غزة.   

وتعهد بلينكن بمضاعفة الجهود خلال الأيام القادمة مع الشركاء لإنهاء الصراع وتأمين إطلاق سراح الأسرى، ويشير المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إلى "فرصة" مستجدة حيث "لم يكن هناك تفاوض على مدار الأيام الماضية بسبب السنوار"، حسب قوله، ويؤكد: "أن واشنطن ستطرح مقترحًا للهدنة في غزة".

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن "الحرب لم تنتهِ بعد" حتى بعد "مقتل" السنوار، واعدًا في الوقت نفسه بمواصلة العمل حتى إلى إطلاق سراح الأسرى.

وفي المقابل، اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن "مقتل" السنوار يمثل "لحظة ارتياح للإسرائيليين ويوفر في الوقت نفسة فرصة لليوم التالي" في قطاع غزة من دون سيطرة حماس عليه"، متحدثًا عن " يوم جيد لإسرائيل وأميركا والعالم".

ووفقًا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقد اتفق الرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو على العمل للإفراج عن  المحتجزين في قطاع غزة بعد إعلان تل أبيب أنها قتلت قائد حماس.

من جهتها، قالت المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس إن "هذه اللحظة تمنحنا فرصة لوقف الحرب في غزة"، وإنه يجب إطلاق سراح المحتجزين". 

غياب السنوار "لن يؤثر على ساحة المعركة"

وفيما يتعلق بتأثير استشهاد السنوار على مسار الحرب في غزة، يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة لوسيل، طارق محمود، إلى أن الحدث لن يغير كثيرًا في ساحة المعركة.

ويضيف، في حديثه من استوديوهات التلفزيون العربي في لوسيل، أن "فصائل المقاومة الموجودة على الأرض لن تسلم سلاحها، ولن تتراجع عن أي من مواقفها السابقة لاستشهاد السنوار".

ومع ذلك، يلاحظ محمود أن استشهاد السنوار قد يؤثر على البعد السياسي، معتبرًا أن إسرائيل قد ترى في الحدث إنجازًا يمكن تقديمه للجبهة الداخلية، مما يتيح إمكانية الذهاب نحو تسوية سياسية أو صفقة.

وفي الوقت نفسه، لا يلاحظ محمود وجود مؤشرات حقيقية لتحقيق ذلك، لكنه يرجح أن يؤدي استشهاد السنوار إلى ضغوط خارجية على حكومة نتنياهو، حيث تم تحقيق إنجاز ما في غزة، مما قد يدفع إسرائيل للتراجع خطوة وفتح المجال أمام المسار السياسي.

ويستبعد محمود أيضًا أن يؤثر استشهاد السنوار على ملف الأسرى، معبرًا عن اعتقاده أن السنوار لم يكن المسؤول الوحيد عن هذا الملف، كما روّجت إسرائيل سابقًا، بل توجد مجموعات أخرى في حماس تتولى هذا الأمر.

ويرجح أن استشهاد السنوار قد يزيد من تعقيد ملف الأسرى، حيث سيضطر الوسطاء إلى البحث عن الشخصية المركزية في قطاع غزة التي تمتلك مفاتيح هذا الملف.

مشروع المقاومة "سيستمر"

وفي السياق نفسه، يرى المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة أن استشهاد السنوار يُعد "مفخرة للشعب الفلسطيني ولحركة حماس"، على عكس ما روّجت له إسرائيل لأكثر من عام بأن السنوار "يختبئ في أنفاق غزة ويترك أهل القطاع للموت والدمار، أو أنه غادر القطاع".

وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من شيكاغو، يعتبر أبو سعدة أن غياب السنوار عن المشهد السياسي والعسكري في حركة حماس "سيترك فراغًا" و"لن يكون سهلًا".

ومع ذلك، لن يؤدي هذا إلى نهاية مشروع المقاومة، وفقًا لأبو سعدة، الذي أشار إلى أن إسرائيل سبق أن اغتالت عددًا من قادة حماس على مر السنوات.

ويؤكد المحلل السياسي أن المقاومة تمثل "مشروع تحرر وطني ضد احتلال إسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ أكثر من نصف قرن".

ويضيف: "ستستمر المسيرة، وسيجدون من يكملها من صفوف حماس"، لأن المشكلة تكمن في الاستيطان والاحتلال الذي تمارسه إسرائيل على الشعب الفلسطيني منذ عام 1948.

وفي الوقت نفسه، يشير أبو سعدة إلى أن هدف الحرب الإسرائيلية على غزة "ليس القضاء على السنوار بل تهجير الفلسطينيين"، مؤكدًا أن ما تمارسه قوات الاحتلال في شمال قطاع غزة منذ أكثر من عشرة أيام، من حصار مطبق على جباليا ومنع لدخول المساعدات، وتطبيق ما يُسمى بخطة الجنرالات، يأتي في إطار محاولة تهجير الفلسطينيين.

ويرى أبو سعدة أن حل القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام في المنطقة، لكنه يستبعد أن يؤدي استشهاد السنوار إلى إنهاء الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
شارك القصة