الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

استعدادًا لـ"الحرب".. سباق عسكري أميركي صيني للسيطرة على "الميتافيرس"

استعدادًا لـ"الحرب".. سباق عسكري أميركي صيني للسيطرة على "الميتافيرس"

شارك القصة

تناول برنامج "العربي تك" عالم "الميتافيرس"، وبحث في خصوصياته ومميّزاته والوسائط التقنية المتاحة للدخول إليه (الصورة: غيتي)
يسعى السباق التكنولوجي بين الدول الكبرى لبناء "قاعدة عسكرية" في عالم "الميتافيرس"، من شأنها أن تؤسس للقوة العالمية التالية وتغير مستقبل الحروب والصراعات.

لا تزال تقنية الـ"ميتافيرس" metaverse في مهدها، لكن مما لا شك فيه أن إمكاناتها اللامحدودة تغري الشركات والحكومات الكبيرة، باستثمار مليارات الدولارات في تطويرها.

فبحسب هذا المفهوم الجديد في عالم التكنولوجيا الرقمية، يمكن للمرء العيش والعمل واللعب بداخل عالم افتراضي وحتى المحاربة، من خلال استخدام نظارات حوسبة ومعدات أخرى تنقل المستخدمين وحواسهم إلى عالم رقمي حيث يكون كل شيء ممكنًا.

وبصورة تدريجية يُفترض أن تسمح الشاشات والصور المجسمة لخوذ الواقع الافتراضي بتنقلات مرنة بين العالم الافتراضي والأماكن المادية، بما يشبه التنقل عن بعد. 

ففي الولايات المتحدة يتم ربط معظم الاستخدامات المحتملة للـ"ميتافيرس" بأغراض مدنية تجارية وترفيهية في الوقت الحالي.

لكن يبدو أن الصين تستعد "للحرب الرقمية" العكسية التي "تؤثر على تفكير الخصم وإدراكه واتخاذ قراراته"، وفقًا لتقرير صدر بشهر مارس/ آذار 2022 عن مركز أبحاث تابع للقوات الجوية الأميركية.

بعد الطائرات بدون طيار.. الميتافيرس

كذلك يخبر إلمر فرانسيسكو الرئيس التنفيذي لمؤسسة "فيت كوين" للعملات المشفرة موقع "ذا صن" مؤخرًا، أن الخطوة التطورية التالية في عالم الأسلحة سيكون "الميتافيرس" بعد الطائرات بدون طيار.

وقال فرانسيسكو للصحيفة البريطانية: "في السابق كان الناس يستخدمون السيوف للقتال. في الوقت الحاضر يستخدم الناس البنادق والأسلحة الأخرى. ثم استخدمت الدول الطائرات بدون طيار. الأمر مشابه الآن في ميتافيرس، سيستخدم الجنود في المستقبل أجهزة الكمبيوتر للانخراط في حرب إلكترونية".

وأردف: "لن يحتاج الجنود فقط إلى معرفة كيفية القيام بالقتال اليدوي، ولكن أيضًا كيفية البرمجة. يجب أن يكون الجنود قادرين على التلاعب بالمجال الافتراضي".

وكشف أن أحد التطبيقات التابعة للجهات العسكرية الأميركية تعمل حاليًا على إنشاء ما يعرف باسم "أفاتار" أو روبوتات واقعية يمكن التحكم فيها عن بعد كتلك التي تستخدم في واقع افتراضي، وفق فرانسيسكو.

بالإضافة إلى ذلك، ستبرز تقنية XR أي "الواقع الممتد" وهي التكنولوجيا التي "ستستخدمها للتلاعب بالعالم الحقيقي بالآلات على الرغم من أنك لست موجودًا جسديًا"، بحسب فرانسيسكو الذي أردف أنه "في الجيش المستقبلي لن يكون هناك جنود مذبوحون ومقتولون، لأن الروبوت الخاص بهم هو الذي سيتم تفجيره بالمتفجرات".

إنما من الناحية النظرية، يمكن في المقابل أن تستخدم هذه التكنولوجية الثورية للأغراض الإنسانية مثل المهمات الطبية بدلًا من الصراعات العنيفة.

وهذا ما شدد عليه رئيس الشركة التكنولوجية لصحيفة "ذا صن"، بالقول: "إنها تقنية تعتمد على كيفية استخدامها". "يمكنك استخدام هاتفك الخلوي للاتصال بأحد أفراد أسرتك أو يمكنك استخدامه لتفجير قنبلة".

وأضاف: "من المهم جدًا جعل التكنولوجيا متطورة قدر الإمكان حتى لا يفكر أحد في فعل شيء أحمق مثل الحرب".

الصين تستعد لـ"حرب ميتافرس"

في المقابل، يستشهد التقرير الذي نشره معهد دراسات الطيران  التابع للقوات الجوية، بمؤلفين صينيين من أعلى معهد أبحاث بجيش التحرير الشعبي الصيني لشرح الشكل الذي ستبدو عليه "حرب الميتافيرس" في المستقبل.

فبحسب التقرير الصيني، يطور الخبراء ثلاثة أنماط من المواجهة: "مواجهة المنصات، وهجوم النظام (سلسلة التوريد)، والتحويل غير المباشر"، وفقًا لتقرير مجموعة أبحاث القوة الجوية.

ووصفت المواجهة على المنصات في التقرير بأنها هجمات "لتعطيل وتأخير وردع وتدمير والقضاء على وجود وتشغيل ميتافيرس الخصم".

بينما الهجوم على النظام سوف "يهاجم ويمنع العقد الرئيسية وسلاسل العمليات التكنولوجية التي تدعم الميتافيرس الخاص بالخصم".

أما التحويل غير المباشر فيمكن أن يؤدي إلى "إضعاف أجهزة تكنولوجيا الاتصالات واستخدام وسائل خادعة لتغيير وظائف نظام ميتافيرس الخاصة بالخصم".

من المتقدم في "سباق التكنولوجيا"؟

في الولايات المتحدة، تبرز الشركات الضخمة مثل "ميتا" (فيسبوك سابقًا) إلى جانب العديد من الشركات الأميركية في "سيليكون فالي" الذين يستثمرون الكثير من الأموال في "ميتافيرس".

لذلك يرى فرانسيسكو أن الولايات المتحدة "تتقدم في هذا الطريق".

وأشار إلى أنه "لعقود عديدة، كانت الولايات المتحدة دائمًا في الطليعة في العالم الافتراضي والفضاء". 

وبرأيه فإن أميركا "لا تزال حتى اليوم في المقدمة"، حتى إن تقرير مركز الأبحاث التابع لسلاح الجو يستشهد بمنشور صيني بعنوان "من يمكنه الفوز بميتافيرس؟"، الذي يذكر أن الولايات المتحدة "متقدمة بكثير في ميتافيرس".

ولكن "من وجهة نظر ثقافية وموضوعية فإن الصين متفوقة".

ويرى تقرير مركز أبحاث سلاح الجو أنه "في المستقبل، ستتنافس الصين والولايات المتحدة حتمًا في ميتافيرس ". 

مضيفًا: "ميتافيرس لا يزال في مهده لكنه سيصبح انعكاسًا لمجتمع حقيقي في المستقبل، وستكون الأسئلة المتعلقة بالولاية القضائية واحدة من العديد من مناطق الصراع بين الدولتين."

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close