أعلن مسؤولون أميركيون أمس الخميس، أنّ الولايات المتّحدة ستزيل قريبًا الميناء العائم الذي بنته قبالة سواحل غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، والذي عانى من مشاكل متكرّرة.
وهذا الرصيف البحري العائم الذي بلغت كلفته 230 مليون دولار، اتسق مع رغبة الاحتلال المعلنة في إغلاق المنافذ المختلفة لقطاع غزة، والسيطرة على جميع معابر القطاع، والتحكم بما يدخل ويخرج منه.
ورأى مشككون في المشروع أن إنشاءه أشار إلى رغبة أميركية إسرائيلية بتحويل قضية العدوان على غزة من قضية سياسية إلى إنسانية محضة، وإلى رغبة الطرفين في إدارة النزاع لا حله.
وقد تم استغلاله من جانب الاحتلال في عملية استعادة أسرى من غزة، ارتكب خلالها مجزرة أدت إلى استشهاد أكثر من 250 فلسطينيًا.
وكان تمّ تركيب الرصيف لأول مرة في منتصف مايو/ أيار، قبل أن يتمّ تفكيكه المرة تلو الأخرى، بسبب سوء الأحوال الجوية.
بايدن يشعر "بخيبة أمل"
وقد أقر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الخميس بأنه "يشعر بخيبة أمل" لأن الميناء العائم الذي بنته الولايات المتحدة قبالة سواحل غزة لم ينجز مهمته. وقال: "كنت آمل بأن يكون أكثر نجاحًا".
وأشار إلى أن إدارته تحرز "تقدمًا" نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، بعد تسعة أشهر من العدوان الإسرائيلي المدمر.
الرصيف البحري في غزة
وكانت وكالة أسوشييتد برس الأميركية قد ذكرت الثلاثاء الماضي، نقلًا عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن "الرصيف الذي بناه الجيش الأميركي لتقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة سيتم إعادة تركيبه الأربعاء، لاستخدامه لعدة أيام، ثم إزالته بشكل نهائي".
وأمس الخميس، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان للصحافيين: "أتوقع أنّنا سننهي في وقت قصير نسبيًا عمليات الرصيف".
بدوره، قال المتحدّث باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايدر في بيان إنّ "الميناء سيتوقف عن العمل قريبًا، وسنوفّر في الأيام المقبلة مزيدًا من التفاصيل عن هذه العملية وتوقيتها".
وفي نهاية يونيو/ حزيران، فُصل الرصيف البحري العائم عن الشاطئ بسبب ارتفاع الموج.
والخميس، قال رايدر إنّ محاولة جرت الأربعاء لإعادة ربط الرصيف لم تنجح.
وفي 8 مارس/ آذار الماضي، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، قرار إنشاء رصيف بحري مؤقت بزعم أنه سيستخدم لتوصيل الغذاء والمساعدات للفلسطينيين، في ظل القيود الإسرائيلية المشددة على وصول المساعدات من المعابر البرية.
وأشارت الوكالة إلى أن أكثر من 19.4 مليون رطل (8.6 ملايين كيلوغرام) من المواد الغذائية وصلت إلى غزة عبر الرصيف العائم، الذي تعرض للعرقلة بسبب أمواج عاتية وتوقف عمليات التسليم نتيجة التهديدات الأمنية المستمرة في غزة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.
استغلال إسرائيلي
وأزالت القوات الأميركية الرصيف في 28 يونيو/ حزيران الماضي بسبب سوء الأحوال الجوية ونقلته إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.
وعقب ذلك، علقت الأمم المتحدة عمليات تسليم المساعدات عبر الرصيف في 9 يونيو، بعد يوم من استخدام الجيش الإسرائيلي المنطقة المحيطة به في عمليات نقل جوي ضمن عملية استعادة رهائن إسرائيليين أسفرت عن استشهاد أكثر من 270 فلسطينيًا، وفق الوكالة.
