بعد ليلة قضّت مضجع الإسرائيليين، إثر مقتل 5 منهم في تل أبيب في عملية إطلاق نار نفذها فلسطيني قادم من الضفة الغربية المحتلة، بدا الخوف داخل الخط الأخضر سيد الموقف، في حين كثفت قوات الأمن الإسرائيلية تحركاتهما لاحتواء الموقف، واقتحمت البلدة التي ينحدر منها منفذ العملية.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء، بلدة "يَعبد" الفلسطينية، شمالي الضفة الغربية، وداهمت منزل عائلة ضياء الحمارشة منفذ عملية بني براك التي أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين وإصابة آخرين.
وخلال اقتحامها البلدة الواقعة جنوبي غرب مدينة جنين، داهمت القوات الإسرائيلية عدة منازل.
وكشف والد الشهيد ضياء حمارشة، في حديث إلى "العربي" أن قوات الاحتلال هددت خلال عملية اقتحام البلدة بهدم منزل العائلة.
كاميرا العربي من أمام منزل منفذ عملية #بني_براك.. تفاصيل مداهمة منزل الشهيد #حمارشة والتحقيق مع أفراد عائلته 👇#فلسطين pic.twitter.com/uIHpFiNSuK
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 30, 2022
وفي وقت لاحق، بعد تحقيقها مع أفراد عائلة حمارشة، انسحبت قوات الاحتلال من بلدة يعبد، وأفاد مراسل "العربي" بأن الأجواء في البلدة يعبد هادئة بعد الانسحاب.
وأشار إلى أن فلسطينيين من البلدة والقرى المجاورة وصلوا لمواساة والد الشهيد ضياء حمارشة.
اعتقالات وتعزيزات
واعتقلت قوات الاحتلال في الإجمال 23 فلسطينيًا بينهم فتاة أثناء مداهمة مناطق عدّة في الضفة الغربية المحتلة، بحسب مركز إعلام الأسرى (غير حكومي)، الذي أوضح أن الاعتقالات جرت الليلة الماضية وفجر الأربعاء وطالت محافظات قلقيلية وجنين ونابلس ورام الله وبيت لحم.
وفي السياق ذاته، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت 17 عاملًا فلسطينيًا ليس بحوزتهم تصاريح عمل وسط إسرائيل، ليرتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين على خلفية عملية بني براك إلى 30 على الأقل بينهم وفقًا لنادي الأسير الفلسطيني.
وذكر نادي الأسير أن من بين المعتقلين شقيق الشهيد ضياء حمارشة.
من جهة أخرى، أوعز رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي، الأربعاء، بانتقال الجيش إلى حالة جاهزية معززة والاستعداد لسيناريوهات تصعيدية مختلفة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "ترأس رئيس الأركان جلسة لتقييم الوضع في ضوء الأحداث الأخيرة، وبعد قرار استدعاء قوات عسكرية إضافية إلى منطقة خط التماس والضفة الغربية".
حماس تعلق
وفي تعليق جديد من قادة حركة حماس على عملية بني براك، أكد عضو المكتب السياسي للحركة، ونائب رئيسها في الخارج موسى أبو مرزوق، أن "المقاومة بأشكالها كافة هي سبيل الشعب الفلسطيني الوحيد نحو الحرية والاستقلال".
وقال أبو مرزوق إن "الحالة الطبيعية للشعب الفلسطيني هي مُقاومة المشروع الصهيوني، حيثما وُجد، وبالشكل والطريقة الملائمة زمانًا ومكانًا، وصولًا إلى تفكيكه، واستئصاله، ونيل شعبنا لحريته، وكرامته، واستعادة أرضه".
الأردن يدين "العنف"
أما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فقد شدد خلال لقائه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم الأربعاء، على ضرورة العمل من قبل الجميع لتحقيق السلام، حتى لا يستمر الفلسطينيون والإسرائيليون بـ"دفع الثمن".
وقال ملك الأردن، خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية: إن "هذا الصراع قد طال كثيرًا، والعنف الناجم عنه مستمر في التسبب بالكثير من الألم وتوفير أرضية خصبة للتطرف".
وأعرب عن إدانة الأردن للعنف بجميع أشكاله، وما ينتج عنه من فقدان المزيد من الضحايا الأبرياء، "فكل حياة مهمة"، وفق قوله.