أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص الحي، اليوم الثلاثاء، بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد مراسل "العربي" عن اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها البلدة القديمة في مدينة نابلس، فيما تحدّث الهلال الأحمر الفلسطيني عن 30 إصابة برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات.
وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنّ معظم الإصابات وقعت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مدينة نابلس، لافتة إلى حصول انفجارات قوية خلال اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في البلدة القديمة.
وذكر مراسلنا أنّ قوات الاحتلال منعت الطواقم الطبية من الوصول إلى مكان الاشتباكات في نابلس وإسعاف المصابين.
ولفتت مراسلة "العربي" إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يستعين بطائرات الاستطلاع خلال اقتحامه البلدة القديمة في مدينة نابلس
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت الحارة الشرقية من البلدة القديمة في نابلس، وحاصرت إحدى البنايات في المنطقة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة ستة مواطنين بالرصاص الحي، إحداها بالصدر، حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال خلال عملية الاقتحام وأثناء انسحابها من المدينة، وفق وكالة "صفا" الفلسطينية.
وأفادت "َصفا" بأن قوات الاحتلال اعتقلت القيادي في حركة "حماس" الأسير المحرر غانم سوالمة من منزله في منطقة عسكر البلد.
عاجل| اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في نابلس. pic.twitter.com/5K5018l02U
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 9, 2022
وكان الجيش الإسرائيلي قد قتل فلسطينيَين اثنين في 17 يوليو/ تموز الماضي في عملية داخل البلدة القديمة في نابلس، هدفت إلى اعتقال "مطلوبين".
وفي حديث سابق لـ"العربي"، قال الكاتب السياسي الفلسطيني محمد هواش: إن إسرائيل لا تريد لأي شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية أن تحظى بشعبية واحترام الفلسطينيين حتى لو كانوا مختلفين سياسيًا، مشيرًا إلى أن المقاومين الذين يقومون بعمليات في الضفة الغربية يوجعون بها الجيش الإسرائيلي.
وأكد الكاتب السياسي، أن إسرائيل ترتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، انطلاقًا من مبدأ أنها لا تعترف بحقوق الفلسطينيين، حيث إنها تنتهك حقوقه بشكل يومي على المستوى الوطني والفردي وعلى كل المستويات، لافتًا إلى أن الموقف الإسرائيلي يؤدي إلى تأزم العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
إسرائيل تهدم منزلي منفذي عملية "إلعاد"
وأمس الإثنين، هدم الجيش الإسرائيلي منزلين في الضفة الغربية المحتلة لعائلتي فلسطينيَين متهمَين بتنفيذ هجوم في إسرائيل في مايو/ أيار الماضي أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة آخرين.
واعتقل الجيش الإسرائيلي الشابين صبحي أبو شقرا (25 عامًا) وأسعد الرفاعي (19 عامًا) وهما من سكان بلدة رمانة قرب جنين في الضفة الغربية، في 8 مايو في منطقة حرجية في منطقة "إلعاد" داخل إسرائيل بعد أربعة أيام من تنفيذهما الهجوم مستخدمين فأسًا وسكينًا.
وهُدم المنزلان بعد ساعات قليلة من التوصل لوقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة الذي استهدفته إسرائيل بغارات جوية وبقصف مدفعي طيلة ثلاثة أيام أسفرت عن مقتل 45 فلسطينيًا وإصابة المئات بجروح.
وتعتمد إسرائيل سياسة هدم منازل الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات تستهدف إسرائيليين أو يحاولون تنفيذها أو يتهمون بتنفيذها. ويدين الفلسطينيون ومنظمات حقوقية هذه السياسة التي يعدونها نوعًا من العقاب الجماعي.
"جريمة عقاب جماعي"
من جهتها، اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي هدم المنزلين "جريمة عقاب جماعي".
وقالت في بيان: إن هدم المنزلين" تعبير عن إفلاس العدو ومحاولته اليائسة لترميم صورته التي دمرتها عملية إلعاد البطولية التي أدت لمقتل 3 مستوطنين صهاينة".
وشنت إسرائيل منذ بداية العام الحالي، العديد من الهجمات وعمليات المداهمة على مدينة جنين ومخيمها اللذين تعتبرهما مركزًا لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
وخلال العملية الأخيرة، اعتقل الجيش الإسرائيلي القيادي في الحركة بسام السعدي. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي أن إطلاق سراح السعدي كان أحد شروط موافقتها على وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأحد مع إسرائيل.
وأفاد نادي الاسير الفلسطيني أن 30 فلسطينيًا قتلوا في جنين منذ بداية العام الجاري، وأن الجيش الإسرائيلي هدم سبعة منازل واعتقل 400 فلسطيني في الفترة ذاتها.