في وقت متأخر من مساء أمس الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي حيز التنفيذ، ضمن اتفاق هدنة بوساطة مصرية.
وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار بشكل متبادل مقابل الالتزام بالإفراج على الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك العمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.
إلا أنه يبدو أن تل أبيب تنصلت من بند الأسرى في الاتفاق، حيث نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: "لا إفراج عن الأسرى في إطار اتفاق التهدئة مع حركة الجهاد الإسلامي".
هل تصمد الهدنة؟
وكانت مصر قد دعت، مساء الأحد، إلى وقف إطلاق نار شامل ومتبادل في قطاع غزة يبدأ من الساعة 20:30 بتوقيت غرينتش، في "إطار حرصها على إنهاء حالة التوتر بالقطاع".
وفي اليوم الثالث للعدوان على غزة تخطى عدد الشهداء الفلسطينيين الـ40، بعضهم من الأطفال والنساء، فيما سقط مئات الجرحى في القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق عدة في القطاع.
ووسط هذه التطورات تبقى هناك شكوك بصمود هذه الهدنة، وإن كان ما شهدته غزة في الأيام السابقة في جولة التصعيد الأخيرة كافيًا باعتباره قربانًا للانتخابات الإسرائيلية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
ما أهم ما حققه اتفاق وقف إطلاق النار؟
وتعليقًا على هذه التطورات، يرى الباحث والكاتب السياسي ماجد عزام، أن أهم ما حققه اتفاق وقف إطلاق النار هو وقف العدوان الإسرائيلي الإجرامي والاستفراد والتنكيل بقطاع غزة، مشددًا على أن إسرائيل لا تستطيع هزيمة الشعب الفلسطيني أو تفرض الاستسلام عليه.
وحول الدروس المستخلصة من التصعيد الأخير، قال عزام في حديث لـ"العربي" من إسطنبول: إن "الدروس المستخلصة على الصعيد الفلسطيني هي أن لا سلام بدون وحدة الشعب الفلسطيني وبدون تحقيق آماله الوطنية بالسيادة والاستقلال وتقرير المصير".
وأضاف أن من أهم العبر المستخلصة حيال غزة بأنه لا يجب الذهاب إلى الحرب إلا بأوسع وحدة وطنية على المستوى السياسي والميداني، مشيرًا إلى أن غزة ليست في وضع يسمح لها بخوض حرب مفتوحة مع إسرائيل.
وتابع عزام أنه لا يمكن تحميل غزة المحاصرة مهمة تحرير فلسطين وحدها، بدون إسناد حقيقي من الخارج، ولا حتى إلقاء مهمة التحرير على الفلسطينيين وحدهم وفقًا للتجارب التاريخية في مواجهة الغزاة.
وأردف أنه لا يمكن خوض معارك من غزة تتعلق بالأسرى وبالقدس وبالضفة الغربية وبالتهويد والاستيطان، بشكل منفصل أو متقطع، لافتًا إلى أن وحدة الساحات هي عمل سياسي فلسطيني تتمثل برؤية فلسطينية موحدة لإدارة الصراع مع إسرائيل.
وحول الحديث عن الفصل بين الفصائل تحديدًا بين الجهاد الإسلامي وحماس، لفت عزام إلى هذا أن الحديث هو خطاب دعائي إسرائيلي، مشيرًا إلى انعقاد حوارات لمحاولة رأب هذه الصدع وإفشال الهدف الإسرائيلي في حال كان تحقق لأيام بشكل تكتيكي، مؤكدًا أنه سيفشل بشكل إستراتيجي.
وردًا على سؤال حول استغلال هذا العدوان لأهداف سياسية داخلية إسرائيلية، قال: "إسرائيل تحاول دائمًا صبغ الأيادي بالدم قبل الانتخابات".
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، شن الجيش الإسرائيلي غارات على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها الجمعة، ضد حركة "الجهاد الإسلامي".
في المقابل، أطلقت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة الجهاد، رشقات صاروخية، وقذائف هاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المحاذية للقطاع.