كشفت لجنة الإنقاذ الدولية للاتحاد الأوروبي، عن اعتراض خفر السواحل الليبي أكثر من 9800 مهاجر منذ بداية العام الجاري وإعادتهم إلى الشواطئ الليبية أثناء محاولتهم اجتياز البحر المتوسط والوصول إلى أوروبا، في تزايد مخيف لعدد المهاجرين من شمال إفريقيا إلى أوروبا. وطالبت اللجنة الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات مشددة حيال قضية المهاجرين.
وقال مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا توم جاروفالو: إن البحر ابتلع أكثر من 870 مهاجرًا هذا العام معظمهم أفارقة اتخذوا من ليبيا محطة عبور.
ويتم تنفيذ عبر جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، عشرات عمليات الإنزال للمهاجرين في يوم واحد، ما يجعل أماكن الحجز عاجزة عن استضافتهم.
وتعكف عدة منظمات خيرية على مساعدة خفر السواحل الإيطالي في عمليات إنقاذ المهاجرين العالقين وسط البحر.
عوامل سياسية وأمنية واقتصادية
ويعتبر رئيس منظمة "نداء" الحقوقية، موسى القنيدي، أن الأزمة السياسية التي تشهدها ليبيا من العوامل الرئيسية التي أدت إلى ازدياد عدد المهاجرين عبر البحر المتوسط إلى الضفة الأوروبية وتحديدًا إيطاليا.
ويشير القنيدي في حديث إلى "العربي" من مصراته، إلى أن غياب الاستقرار الأمني وتردي الأوضاع الاقتصادية في ليبيا وعدة دول إفريقية بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا وجراء تداعيات وباء كورونا أيضًا، شجعت عصابات المهربين إلى اتخاذ الأفارقة وسيلة للحصول على المردود المادي، لتكون النتيجة بعد ذلك هي غرق المئات في البحر، مضيفًا: "أعتقد أن العدد في ازدياد".
ويؤكد أن الدولة الليبية لا يمكن أن تحكم السيطرة على ساحلها المشترك مع دول هشة أمنيًا، كاشفًا أن المعطيات تفيد بأن بعض عناصر الجماعات المرتبطة بعمليات الهجرة غير النظامية هم أجانب وتحديدًا من بنغلادش.
ويلفت القنيدي إلى أن الدولة الليبية تحتاج إلى ملايين الدولارات لمكافحة الهجرة، قائلًا: لا مجال لمقارنة ما حصلت عليه ليبيا من أموال من الاتحاد الأوروبي للتعامل مع هذا الملف، مع ما استحصلت عليه دول أخرى أبرزها تركيا، موضحًا أن الاتحاد الأوروبي يتظاهر بالإنسانية ويتعمّد إيقاف المهاجرين في عرض البحر ويجبرهم على العودة إلى الأراضي الليبية.