حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية الأربعاء من مخاطر استهداف سلطات الاحتلال الإسرائيلي المتصاعد للمسجد الأقصى، وتداعياته على أمن واستقرار المنطقة.
وتنظر الوزارة بخطورة بالغة لما يتعرض له المسجد الأقصى من استهداف حقيقي، وتحذر من مغبة التعامل مع هذا الاستهداف كأمور عادية باتت مألوفة، لأنها تسيطر على المشهد المقدسي يوميًا.
وفي بيان لها، طالبت الخارجية الفلسطينية العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة بتحمل مسؤولياتهم في توفير الحماية الدولية للقدس ومقدساتها.
كما طالبت بضغط دولي حقيقي لكف يد الاحتلال عن المقدسات المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، وإجباره على وقف جرائمه، وعمليات تهويد القدس، وتغيير واقعها التاريخي، والسياسي، والقانوني، والديمغرافي القائم، ومحاولات فصلها تمامًا بالاستيطان عن محيطها الفلسطيني.
وأدانت حرب الاحتلال المفتوحة على القدس، ومواطنيها، ومقدساتها، وفي مقدمتها عمليات التطهير العرقي واسعة النطاق، ومحاولات تفريغ المدينة من أصحابها الأصليين، والاستهداف المتواصل للمقدسات المسيحية والإسلامية، خاصة المسجد الأقصى، الذي يتعرض لاقتحامات يومية، بهدف تكريس تقسيمه الزماني ريثما يتم تقسيمه مكانيًا.
ونوهت الوزارة إلى أنها تتابع هذه القضية على المستويات كافة بالتنسيق والتعاون وبالعمل المشترك مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وتؤكد أن جميع إجراءات الاحتلال في القدس لاغية، وغير شرعية وغير قانونية، وأن القدس الشرقية المحتلة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وهي عاصمة دولة فلسطين الأبدية.
ويأتي بيان الخارجية، فيما تستعد ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم لتنظيم اقتحامات جماعية واسعة للمسجد الأقصى بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، والتي توافق يوم الخميس 27 يوليو/ تموز الجاري.
"تحقيق السلام والاستقرار"
من جانبه، اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن وقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين هي حزمة واحدة متكاملة لضمان تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وجاءت تصريحات أبو ردينة هذه، ردًا على التصريحات الصادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي نفت تجميد الاستيطان بالقول "لن ولم يكن هنالك تجميد".
وأضاف أبو ردينة، أنه دون تغيير السياسة الإسرائيلية الساعية إلى الضم والتوسع وتكريس الاحتلال، فإن المنطقة برمتها أمام مفترق طرق تاريخي وإستراتيجي خطير.
تاريخ الظهور الأول لحل الدولتين وبدايات الاستيطان الإسرائيلي في #فلسطين التاريخية#قراءة_ثانية pic.twitter.com/B030B6Xnad
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 4, 2021
وتابع: المطلوب هو الضغط على إسرائيل بشكل عملي وفوري بعيدًا عن التصريحات والأقوال، وإلزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها وقف الاستيطان المخالف للقانون الدولي، خاصة القرار 2334، لأن الأوضاع على الأرض لم تعد تحتمل المزيد من الإدانات بدون نتيجة.
وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة، أن جميع المشاريع التي يحاول الاحتلال تنفيذها لاستدامة الاحتلال لن تحقق شيئًا بصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وبالجهود الفلسطينية القوية على الساحة الدولية، والتي أظهرت ضعفًا في قدرة إسرائيل بسبب تجاهلها للشرعية الدولية والقانون الدولي، مؤكدًا أن الموقف الرسمي الفلسطيني واضح أساسه الثوابت الوطنية والشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
اعتقالات ومواجهات في الضفة الغربية
ميدانيًا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 10 فلسطينيين من الضفة الغربية.
ففي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال مصطفى إبراهيم دعامسة من بلدة الخضر، ومحمد معروف الأطرش، ووسام علي أبو رزق، وخليل محمد أبو عليا، من مخيم الدهيشة، جنوب بيت لحم.
جانب من الاقتحام المستمر لمخيم الدهيشة ببيت لحم. pic.twitter.com/qrkUTif8tZ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 19, 2023
ومن طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب زكي الدسوقي، من الحي الجنوبي للمدينة، فيما اعتقلت من رام الله الشاب إيهاب الخواجا، من بلدة نعلين غربا.
ومن جنين، اختطف مستوطنو "حرميش" غرب بلدة يعبد جنوب جنين، الأسير المحرر ماهر ساطي أبو الرب من بلدة قباطية.
أما في القدس، فاعتقلت قوات الاحتلال المواطن أمير أبو سنينة، من بلدة العيسوية بالمدينة، والمحررين منتصر الشيخ، وإبراهيم الشيخ، من بلدة بدّو شمال غرب القدس المحتلة.
في غضون ذلك، اندلعت مواجهات بين طلبة جامعة بوليتكنك فلسطين وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت اليوم الأربعاء، محيط الجامعة في مدينة الخليل.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، بأن المواجهات اندلعت بين الطلاب العزل وقوات الاحتلال التي اقتحمت أحياء، وادي الهريه، وضاحية البلدية وعيصى، وأطلق جنود الاحتلال، الذين احتجزوا عددًا من الطلبة والطالبات ودققوا في بطاقاتهم الشخصية، قنابل الصوت والغاز السام صوب المواطنين ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين والطلبة بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام.