بات أمير ألماني سابق وقاضية في قبضة السلطات الألمانية، بتهمة محاولة الانقلاب على الحكومة وتأسيس نظام جديد.
ولم يكونا الوحيدين اللذين تم إلقاء القبض عليهما، فحملات المداهمة كانت قد شملت 137 موقعًا، واعتُقل 25 من أصل 52 شخصًا ممن يرتبطون بتنظيم "مواطني الرايخ" اليميني المتطرف في 11 ولاية ألمانية.
وقال مكتب المدعي العام الفدرالي، إن المجموعة كانت تخطط لتأسيس جيش ألماني جديد بهدف الانقلاب على الحكم في البلاد.
كما اتُهمت المجموعة بتأسيس مجلس وذراع عسكري يهدف للإطاحة بالحكومة الحالية. وأُفيد - بحسب التحقيقات الأولية - بأن عددًا من أعضائها كانوا يفكرون في اقتحام مبنى البرلمان الألماني باستخدام العنف.
"المجموعة تحمل أفكارًا تخريبية"
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية الألمانية أن "هذه المجموعة تحمل أفكارًا تخريبية ومتأثرة بنظريات المؤامرة".
وشددت وزيرة الداخلية نانسي فيزر خلال مؤتمر صحفي، على أن "الدولة ستقف بكل صرامة في وجه ما أسمته أعداء الديمقراطية".
#ألمانيا تفكك شبكة لليمين المتطرف يشتبه في تخطيطها لمهاجمة البرلمان#العربي_اليوم تقرير: مكسيم العيسى pic.twitter.com/PZEqUXF0LV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 7, 2022
وقالت: "نحن في الائتلاف الحاكم متفقون على أن نتعامل مع أعداء الدستور بطريقة مختلفة عمن يعملون في مؤسسات الدولة، لذلك سنقوم بتغيير لوائح النظام التأديبي لفصل أعداء الدستور من الخدمة العامة بسرعة كبيرة".
ووفقًا لإحصاءات عام 2020، يبلغ عدد أنصار تنظيم "مواطني الرايخ" 21 ألفًا. ولا يعترف هذا التنظيم بالدولة الحالية، ويسعى للعودة إلى الإمبراطورية الثالثة في ثلاثينيات القرن الماضي.
وستدفع توجهات متطرفة مثل اقتحام البوندستاغ بالقوة، السلطات الألمانية إلى إعادة حساباتها الأمنية.
"لا يشكلون خطورة على السياسة"
لكن رغم أن المجموعة ضمت ضابطًا سابقًا في الجيش الألماني وعددًا من أفراد الاحتياط، إلا أن مختصين في السياسة الألمانية يستبعدون أن تؤثر هذه المجموعة على السياسة العامة في ألمانيا.
وقال زاهي علاوي، الصحافي المختص في الشأن الألماني، إنه "رغم التهويل إلا أننا نتحدث عن عشرات الأشخاص، وهؤلاء كادوا أن يشكلوا خطرًا على الأمن الداخلي وأمن المواطن الداخلي، لكنهم لا يشكلون خطورة على السياسة في ألمانيا".
وأوضح في حديثه لـ"العربي" من برلين، أن "هذه المجموعات موجودة منذ فترة طويلة وتنشط بين الحين والآخر، لكن أعضاءها ازدادوا في فترة انتشار فيروس كورونا ما بدأ يشكل نوعًا من التخوف لدى السلطات الأمنية من عدم السيطرة عليها".
وأفاد بأن الأحزاب السياسية اليمينية لا تريد أن يرتبط اسمها ونشاطها السياسي بمثل هذه المجموعات، على الرغم من أن الأفكار والإيديولوجيا تصب في الاتجاه نفسه تقريبًا.