شهدت ألمانيا اليوم الأربعاء عمليات دهم في 11 ولاية، أسفرت عن اعتقال 25 عنصرًا في جماعة إرهابية يمينية متطرفة تأسست في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي على ما قال المدعي العام، الذي أوضح أنها تتبع لتنظيم "مواطني الرايخ".
وأوضح ممثلو الادعاء أن هؤلاء كانوا يعدّون لقلب نظام الحكم باستخدام العنف، مع الاشتباه في قيام بعض أفراد الجماعة بالتخطيط لهجوم مسلح على البرلمان.
وأفاد المدعون بأن المجموعة استلهمت أفكارها من نظريتَي مؤامرة الدولة العميقة "كيو أنون" وحركة "مواطنو الرايخ"، اللتين لا تعترفان بشرعية ألمانيا الحديثة.
وتصر المجموعة على أن "الإمبراطورية الألمانية" لا تزال قائمة، على الرغم من هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية.
#ألمانيا تعلن تفكيك شبكة لليمين المتطرف يشتبه بتخطيطها لمهاجمة البرلمان pic.twitter.com/E9g4igdkQA
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) December 7, 2022
وقال مكتب الادعاء العام: إن المؤامرة كانت تهدف إلى تنصيب عضو سابق في عائلة ملكية ألمانية، يُعرف باسم هاينريخ الثالت عشر بي.آر، زعيمًا للدولة المستقبلية، ومشتبهًا به آخر يُدعى روديغر في. بي قائدًا للذراع العسكرية للدولة.
ولفت إلى أن هاينريخ، الذي يستخدم لقب الأمير وينتمي إلى الأسرة الملكية في رويس التي حكمت أجزاء من ألمانيا الشرقية في الماضي، تواصل مع ممثلين روس، تعتبرهم المجموعة جهة الاتصال المركزية لتأسيس نظامها الجديد.
ونفى وجود دليل على أن الممثلين الروس ردوا بشكل إيجابي على طلب هاينريخ للتواصل معهم.
بدورها، نقلت وكالة الإعلام الروسية (ريا) عن سفارة موسكو في ألمانيا قولها: إن المؤسسات الدبلوماسية والقنصلية الروسية لا تقيم اتصالات مع ممثلي الجماعات الإرهابية وغيرها من الجماعات غير الشرعية.
"لا يعترفون بالدولة الحالية"
وأوضح مراسل "العربي" من برلين مكسيم العيسى، أن حملة المداهمات كانت بدأت في الساعات الأولى من الصباح بوحدات خاصة من الجيش الألماني والقوات الأمنية.
وتحدث عن 3000 عنصر موزّعين على 11 ولاية ألمانية، وأكثر من 137 موقعًا: منازل وممتلكات خاصة ومتاجر.
وأشار إلى أنه تم التحقيق مع 52 شخصًا واعتقال 25 بتهمة الانتماء إلى جماعة تسمى في ألمانيا بـ"مواطني الرايخ"، أي مواطني الإمبراطورية الألمانية الثالثة.
وبحسب مراسلنا، يبلغ تعداد مجموعة "مواطني الرايخ" المعروفة في ألمانيا 21 ألف عضو بناء على إحصائيات عام 2020، التي أوردتها الاستخبارات الداخلية الألمانية. ويُوصف حوالي 900 من أعضائها بأنهم خطيرون، أي أنهم يحوزون أسلحة فردية.
ولا يعترف هؤلاء بالدولة الألمانية الحالية ولا بمؤسساتها، ويطالبون بأن تعود حدود الدولة الألمانية إلى عام 1937 أي الإمبراطورية الألمانية الثالثة، التي تضم بعض الأجزاء من فرنسا وبولندا.
إلى ذلك، فهم لا يلتزمون بأي من قوانين الدولة الألمانية، ولا يحملون حتى هوياتهم أو جوازات سفرهم، ولديهم وثائق خاصة بهم.
مراسل "العربي" الذي لفت إلى أن الجماعة معروفة بالنسبة للاستخبارات الألمانية، قال إنها وضعت تحت المراقبة الشديدة منذ إطلاق النار على شرطي ألماني في عام 2015.
وأوضح أن للمجموعة اسم عام هو "مواطنو الرايخ"، لكن لديها تفرعات كثيرة وبأسماء مختلفة.
هل هو إفشال "عملية انقلاب" في ألمانيا؟
وأوضح مراسل "العربي" أن الحديث عن محاولة انقلاب بمفهومه الكبير في ألمانيا ربما يكون مبالغًا فيه، لكن الجهة التي تخطط له تسميه انقلابًا.
ورأى أن وجود عناصر في الجيش الألماني أو حتى قوى الأمن ضمن الجماعة أمر وارد، مشيرًا إلى رئيس الاستخبارات الألمانية السابق الذي كان لديه تواصل مع حزب البديل من أجل ألمانيا، والذي يعتبر يمينيًا شعبويًا.
وبينما كشف أن بعض العناصر في الاستخبارات وفي مؤسسات الدولة لديهم ميول يمينية متطرفة، ولديهم تواصل مع هذه الجماعات، قال إن الحكومة الألمانية ووزارة الداخلية والمؤسسات الأمنية تقوم بين الفترة والأخرى بحملات مداهمة هنا وهناك في حال الاشتباه بأي عنصر.
وأشار إلى أن هذه الجماعات لا تلقى ترحيبًا من قبل الألمان، حيث يدركون مدى خطورة التطرف اليميني، ولديهم تجربة معروفة مع فترة الحكم النازي.
ولفت إلى قيام حملات كثيرة من قبل منظمات المجتمع المدني والحقوقيين ضد هذه الجماعات، وتنظيم مظاهرات ضدهم أيضًا.
توقيف ضابط ألماني سابق في إيطاليا
في سياق متصل، أفادت الشرطة الإيطالية بأنها اعتقلت ضابطًا سابقًا في الجيش ألماني يبلغ من العمر 64 عامًا، وتربطه صلات بجماعة يمينية متطرفة مشتبه في أنها كانت تستعد للإطاحة بالدولة في ألمانيا بصورة عنيفة.
وأوضحت أن الرجل اعتُقل في فندق في وسط مدينة بيروجيا، حيث جرى العثور على "مواد ذات صلة بالنشاط الهدام" للمنظمة. وقالت إن إجراءات تسليمه بدأت.