أعلن علماء العثور على مكونين عضويين ضروريين للكائنات الحية في عينات تم إحضارها من الكويكب "ديوجو"، في اكتشاف يدعم فكرة أن بعض المكوّنات الضرورية لنشوء الحياة، وصلت إلى الأرض على ظهر صخور من الفضاء منذ مليارات السنين.
وأمس الثلاثاء، كشف علماء أنه جرى تحديد وجود اليوراسيل والنياسين في صخور حصلت عليها سفينة الفضاء "هيابوسا 2" التابعة لوكالة الفضاء اليابانية، من موقعين على كويكب "ديوجو" عام 2019.
ويُعد اليوراسيل أحد المكونات الكيميائية للحمض النووي الريبوزي، وهو جزيء يحمل توجيهات كيفية بناء الكائنات الحية وأداء وظائفها الحيوية. والنياسين، الذي يُسمى أيضًا "فيتامين بي 3" ضروري لعملية الأيض.
ونُقلت عينات "ديوجو" التي تبدو مثل الأنقاض الرمادية الداكنة مسافة قدرها 250 مليون كيلومتر إلى الأرض، وعادت إلى سطح كوكبنا في كبسولة فضائية مغلقة هبطت عام 2020 في الجزء النائي من أستراليا، ليجري بعد ذلك تحليل العينات التي جلبتها اليابان.
Uracil, one of the building blocks necessary to form RNA, and vitamin B3, an important cofactor for metabolism in terrestrial life, have been detected in samples collected from the near-Earth asteroid Ryugu, according to a paper published in @NatureComms. https://t.co/4Saclkw7W0 pic.twitter.com/Pitz0saxva
— Nature Portfolio (@NaturePortfolio) March 21, 2023
ولطالما فكّر العلماء في الظروف الضرورية لنشوء الحياة بعد تشكّل الأرض منذ نحو 4.5 مليار عام.
وتتناسب الاكتشافات الجديدة مع الفرضية التي تقول إن الأجسام كالمذنبات والكويكبات والنيازك التي تساقطت كالقنابل على الأرض في المراحل الأولى من حياتها ملأت الكوكب حديث النشأة بمركبات كيميائية، أسهمت في تعبيد الطريق أمام ظهور الميكروبات الأولى.
واكتشف علماء في وقت سابق جزيئات عضوية مهمة في نيازك غنية بالكربون عُثر عليها على الأرض. لكن ظل السؤال مطروحًا عما إذا كانت هذه الصخور الفضائية تلوثت بهذه الجزيئات من خلال تعرضّها لبيئة الأرض بعد هبوطها عليها.
واستخرج الباحثون اليوراسيل والنياسين وبعض المركبات العضوية الأخرى من عينات "ديوجو"، بإجراء تحاليل فصل المواد إلى مكوناتها الأصلية.
دور رئيسي؟
من جانبه، قال ياشيرو أوبا، عالم الكيمياء الفلكية من جامعة هوكايدو في اليابان: "اكتشافنا الرئيسي هو أن اليوراسيل والنياسين، ولكليهما أهمية حيوية، موجودان بالتأكيد في البيئات الفضائية وربما يكونان قد وصلا إلى الأرض مبكرًا كعناصر داخلة في تكوين الكويكبات والنيازك".
وأضاف: "نظن أنهما أديا دورًا في ما قبل الحياة على الأرض وربما (لعبا دورًا) في ظهور الحياة على الأرض". وأوبا مشارك رئيسي في الدراسة المنشورة في دورية (نيتشر كوميونيكيشنز) العلمية.
وأضاف أوبا: "جُلبت هذه الجزيئات من ديوجو في حالتها الفضائية النقية… جُمعت بشكل مباشر على ديوجو ثم جُلبت إلى الأرض، وأخيرًا إلى المعامل من دون التعرض لأي ملوثات أرضية".