شهد عام 2022 تقدمًا ملحوظًا في مجال استكشاف الفضاء، بدءًا من خطوة وكالة الفضاء الأميركية الكبيرة في العودة إلى مهمات القمر، إلى مشاهد لفجر تكوين الكون.
العودة إلى القمر
لم ترسل "ناسا" مركبة فضائية قادرة على حمل طاقم من رواد الفضاء إلى القمر لمدة نصف قرن.
لكن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي انطلقت مهمة "أرتيميس1" من كيب كانافيرال في فلوريدا.
وحلقت كبسولة أوريون التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" من الجيل التالي غير المأهولة مسافة 1.3 مليون ميل في رحلة استغرقت 25 يومًا لاختبار الأجهزة وأنظمة الدعم لإعادة البشر إلى سطح القمر.
وهبطت الكبسولة في المحيط الهادئ في 11 ديسمبر/ كانون الأول الفائت. وتتطلع "ناسا" لتحليق مأهول على سطح القمر في عام 2024 وهبوط مجدول على سطح القمر في العام التالي.
تلسكوب جيمس ويب
وفي يوليو/ تموز الماضي، أرسل تلسكوب جيمس ويب الفضائي الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار أكثر الصور دقة للمجرات البعيدة كما كانت قبل مليارات السنين، واعدًا علماء الفلك بإلقاء نظرة خاطفة على فجر تكوين الكون.
واعتبر رئيس وكالة ناسا بيل نيلسون الصور الملونة الواضحة المذهلة للكون غير المرئي حقبة جديدة في علم الفلك، حيث أظهرت قدرة التلسكوب على النظر إلى الوراء 13.5 مليار سنة، بالقرب من الانفجار العظيم. قال: "سنعود إلى البداية تقريبًا".
كما عثر ويب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على مجرتين أخريين، إحداهما ربما تكونت بعد 350 مليون سنة فقط من الانفجار العظيم.
تغير مسار جرم سماوي
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، حطمت وكالة "ناسا" مركبة فضائية بملايين الدولارات بحجم سيارة في كويكب بحجم ملعب كرة قدم وأثبتت للمرة الأولى أنه يمكن تغيير مدار جرم سماوي.
وكان اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج الذي أطلق عليه اسم مهمة دارت، تجربة غير مسبوقة لقدرة "ناسا" على الدفاع عن الأرض من تصادم الكواكب.
الحياة على سطح المريخ
وفي عام 2022، اقتربت احتمالية أن يعيش البشر يومًا ما على المريخ. ففي أغسطس/ آب الماضي أعلن الباحثون أن أداة صغيرة تُدعى "موكسي" تولد الأكسجين على سطح الكوكب.
حطام الصواريخ الصينية
أثار برنامج الفضاء الصيني غضبًا عالميًا في نوفمبر/تشرين الثاني عندما سقطت قطعة من صاروخ يستخدم لإيصال وحدة إلى محطتها الفضائية الجديدة تيانغونغ على الأرض، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي الأوروبي وبالتالي تأخير آلاف الرحلات.
وكانت هذه هي المرة الثانية في عام 2022 التي تهدد فيها أجزاء من صواريخ "لونغ مارش" الصينية مناطق مأهولة بالسكان حيث سقط حطام صاروخ صيني في السابق على جزر المالديف والهند.
كما أكملت الصين بناء تيانغونغ في عام 2022 وتفكر في التوسع.
روسيا وشراكات جديدة
وفي عام 2022 وفي اعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، أعلنت وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس" في يوليو/ تموز أنها ستنهي شراكتها التي استمرت عقدين مع الولايات المتحدة بشأن محطة الفضاء الدولية، وخططت للتركيز على بناء موقعها المداري الخاص.
كما انضمت شركة "بوينغ" إلى شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلوم ماسك في مايو/ أيار الماضي باعتبارها الشركات التجارية الوحيدة التي رست مركباتها الفضائية في محطة الفضاء الدولية.
وتواصل "سبيس إكس" الهيمنة على سوق الفضاء التجاري من خلال بعثتين مأهولتين إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2022، من بين إجمالي 61 عملية إطلاق خططت لها هذا العام.