أكّد رئيس الحكومة التونسيّة هشام المشيشي أنّ باب الحوار لا يزال مفتوحًا للوصول إلى حلولٍ لأزمة التعديل الوزاريّ وأداء اليمين الوزاريّة.
وعبّر المشيشي عن أمله في أن يتفاعل رئيس الجمهورية قيس سعيّد في أسرع وقتٍ ممكن مع طلب الكشف عن أسماء الوزراء محلّ التحفّظ.
وفيما رفض المشيشي الاستقالة من منصبه، طرق بابًا آخر قد يكون مقبولاً للاستناد إليه في حلّ الأزمة، إذ اقترح تشكيل حكومةٍ مصغّرة.
"حماية للدستور"
ولا تبدو حركة "النهضة" بعيدة في موقفها عن موقف رئيس الوزراء، فهي تنسّق مع حلفائها للنزول إلى الشارع حمايةً للدستور، ودعمًا للتجربة الديمقراطية، على حدّ تعبيرها.
ويوضح النائب في حركة "النهضة" مختار اللموشي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ مجموعة من الأطراف تتبنّى فكرة النزول إلى الشارع، مشيرًا إلى أنّها محاولة للتذكير بأنّ هنالك ثورة وبأنّ هنالك دستورًا يجب احترامه.
"شارع بشارع"
وفي ظلّ تعثّر الحلول وعدم الاتفاق على مَخرَجٍ قانونيّ ودستوريّ، تتصاعد الخشية من أن يكون المشهد التونسيّ على موعدٍ مع معادلة جديدة قوامها "شارع بشارع".
ويرى النائب عن "الكتلة الديمقراطية" نبيل حجي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ النزول إلى الشارع هو "ورقة أخرى للتظاهر بأنّهم في موقع قوة"، معتبرًا أنّ تأجيل هذا النزول يأتي خوفًا من عدم تحقيق المُراد، "لأنه لم يعد لديهم شعبيّة في الشارع".
"أحرق مراكبه"
من جهته، يعتبر الباحث السياسيّ طارق الكحلاوي أنّ رئيس الحكومة عندما يقول إنّه لن يستقيل، يضع مصيره في يد الحزام البرلماني، فإما يدعمه أو يسحب منه الثقة، مشيرًا إلى أنّه "أحرق مراكبه" مع رئيس الجمهورية، علمًا أنّ الأخير هو الذي أتى به من الأساس.
ويشير الكحلاوي، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّ السلطة التنفيذية اليوم منقسمة بشكل جذري وواضح، وهناك قطيعة بين رأسيها، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة. ويلفت إلى أنّ رئيس الجمهورية لا يريد أن يعمل مع المشيشي كما هو واضح، معتبرًا أنّ هذه القطيعة هي "جوهر الموضوع".
سعيّد "لا يشبه" السبسي
ويرفض الكحلاوي تشبيه الموضوع بالخلاف الذي كان قائمًا سابقًا بين الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد، لأنّ الرئيس الحاليّ قيس سعيّد لا يشبه بأيّ شكلٍ من الأشكال الباجي قائد السبسي في ممارسته للسلطة، على حدّ تعبيره.
ويرى الباحث التونسيّ أنّ الحكومة المصغّرة ستكون معطّلة حتى لو ذهبوا إليها في نهاية المطاف، ويعرب عن اعتقاده بأنّ رئيس الجمهورية نزل بنفسه إلى الشارع، فيما بدا لحركة "النهضة" وكأنّه نوع من "المبارزة" في الشارع، معتبرًا أنّ ذلك يدخل أيضًا ضمن المسار التفاوضي، وفي إطار رسم موازين القوى بين الطرفين.