قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حضور مباراة منتخب بلاده في دور الثمانية ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024 المقررة في برلين وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
ويأتي قرار أردوغان بعد الأزمة التي أعقبت احتفال اللاعب التركي ميريه ديميرال خلال مباراة منتخب بلاده مع النمسا في الدور الثاني، حيث قام اللاعب الذي سجل هدفي الفوز بالمباراة التي انتهت بنتيجة 2-1، برفع شارة "الذئب" والتي تعد في ألمانيا حيث تقام البطولة رمزًا سياسيًا.
ونقلت وسائل إعلام عن أردوغان قوله على متن رحلة جوية من كازاخستان: "هل يتساءل أحد عن سبب وجود نسر على قميص منتخب ألمانيا، أو ديك على قميص منتخب فرنسا؟ عبّر ميريه (ديميرال) عن إثارته بتلك الحركة".
"تحية الذئب"
وقرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) إيقاف ديميرال مباراتين إثر رفعه بإشارة "تحية الذئب" بعدما أرسل منتخب بلاده إلى دور الثمانية للمرة الأولى منذ 2008. وترتبط هذه الإشارة بتنظيم "الذئاب الرمادية"، وهو الذراع الشبابي القومي لحزب الحركة القومية التركي.
وتلعب تركيا أمام هولندا في دور الثمانية غدًا السبت على الملعب الأولمبي في برلين، بغياب ديميرل، الذي قد يغيب كذلك عن دور نصف النهائي بحال هزم الأتراك منتخب "الطواحين".
وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على منصة إكس: "لا مكان لرموز المتطرفين اليمينيين الأتراك في ملاعبنا"، فيما فتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بعد ذلك تحقيقًا انضباطيًا ضد ديميرال.
أزمة "تحية الذئب" تتفاعل
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، أفاد أمس بأن بلاده استدعت سفير تركيا في برلين بسبب تصرف اللاعب، وقامت أنقرة بالمثل واستدعت السفير الألماني للاحتجاج على الانتقادات السياسية، والإعلامية لإشارة ديميريل.
ويعتبر جهاز حماية الدستور الألماني (المخابرات الداخلية) أن حركة "الذئاب الرمادية" التركية "تخدم أهدافًا ضد التفاهم بين الشعوب والحياة السلمية المشتركة، والقيم التي بُني عليها الدستور الألماني".
وكان بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، يوم الأربعاء أعاد التذكير بتقرير للجنة حماية الدستور الفيدرالي الألماني، الذي نُشر في سبتمبر/ أيلول 2023، وتضمن بأنه "لا يمكن وصف كلّ من يرفع شارة الذئاب الرمادية بـ "يميني متطرف".
وأضاف أنه وبالرغم من عدم حظر إشارة "الذئاب الرمادية" في ألمانيا، فإن ردود فعل السلطات الألمانية تجاه "ديميريل"، تعد بمثابة "معاداة للأجانب".