واصل الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، عدوانه البري والجوي والبحري على مختلف مناطق قطاع غزة، ولا سيما في الشمال، حيث يفرض حصارًا على آلاف الفلسطينيين، وسط تحذيرات من تعطل عمليات توزيع الغذاء.
واستشهد أربعة فلسطينيين وأُصيب العشرات جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين في محيط مسجد عمر بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
"أجواء خطرة جدًا" في شمال غزة
ونقل مسعفون من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني 4 شهداء وعددًا من الجرحى إلى مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في المدينة، بعد استهدافهم بقصف مسيّرة إسرائيلية قرب مفرق الغزالي بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفي جباليا، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بأن طواقمه نقلت شهيدًا إثر استهداف طائرات إسرائيلية عند دوار أبو شرار، بالإضافة إلى شهيد آخر عند دوار الشهداء الستة في مخيم جباليا.
وأوضح جهاز الدفاع المدني أن طواقمه تعمل "تحت أجواء خطرة للغاية، ولا تستطيع التحرك إلى أماكن الأحداث إلا في بعض مناطق مشروع بيت لاهيا ومنطقة كمال عدوان".
وأشار الجهاز إلى تلقيه "مناشدات كثيرة من مواطنين مصابين ومحاصرين داخل منازلهم في المناطق التي يمنع جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول طواقمنا إليها لإنقاذهم وانتشال الشهداء منها".
برنامج الأغذية العالمي: لم نعد قادرين على توزيع المساعدات
من جانبه، أكد برنامج الأغذية العالمي، الخميس، أنه "لم يعد" قادرًا على توزيع الغذاء بمحافظة شمال غزة في ظل نقص الإمدادات.
أتى ذلك في ظل قيود مشددة تفرضها إسرائيل على وصول المساعدات إلى قطاع غزة، والتي تشتكي منظمات عدة أنها تجعل تقديم الاستجابة الإنسانية أمرًا صعبًا للغاية، إن لم يكن مستحيلًا.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي، في بيان عبر منصة إكس: "لم نعد قادرين على توزيع الغذاء بأي شكل من الأشكال بمحافظة شمال غزة".
وأضاف أن "نقص الإمدادات في غزة يجبرنا على وقف توزيع الطرود الغذائية خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري".
وأردف البرنامج التابع للأمم المتحدة: "لا يوجد توزيع للطرود الغذائية، والدقيق ينفد من مخابز جنوب ووسط غزة".
تهجير قسري
ولليوم الخامس على التوالي، يتعرض الفلسطينيون بالمناطق الشرقية والغربية لمحافظة الشمال خاصة بمخيم جباليا لعملية "إبادة وتطهير عرقي"، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي حصارًا بريًا، وينفذ عمليات قتل ونسف للمنازل، وتهجير قسري يرفضه الأهالي، في إطار حربه على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
وكان مسؤولون كبار بالأمم المتحدة قد طالبوا في وقت سابق من الشهر الماضي "بوضع نهاية للمعاناة والكارثة الإنسانية المروعة" في غزة، بعد مرور عام على اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وتشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة وتوزيعها وسط "غياب تام للقانون" في القطاع الفلسطيني المحاصر. وقتل ما يقرب من 300 من عمال الإغاثة أكثر من ثلثيهم من موظفي الأمم المتحدة.