قُتل 12 شخصًا على الأقل في هجوم شنّه مقاتلون من "حركة الشباب" على فندق "حياة" في العاصمة الصومالية مقديشو، في أكبر هجوم منذ انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود في مايو/ أيار الماضي.
وقال المسؤول الأمني محمد عبد القادر: "القوات الأمنية واصلت تحييد الإرهابيين الذين تم تطويقهم داخل غرفة في مبنى الفندق"، مشيرًا إلى أن قوات الأمن أنقذت "معظم الأشخاص بينهم أطفال كانوا محاصرين في المبنى، لكن تأكد مقتل 12 مدنيًا على الأقل حتى الآن".
واقتحم المقاتلون الفندق مساء الجمعة، وسط إطلاق وابل من الأعيرة النارية والقنابل، ودار اشتباك مسلّح عنيف بينهم وبين قوات الأمن. وكان المهاجمون لا يزالون مختبئين في الفندق في ساعة مبكرة من صباح السبت، كما سُمع أزيز رصاص ودوي انفجارات متقطعة في المنطقة.
وتجمّع عشرات الأشخاص ليل الجمعة-السبت أمام المبنى لمحاولة الحصول على معلومات عن أقاربهم.
ضربات جوية أميركية
ويأتي الهجوم بعد أيام من مقتل 13 عنصرًا من "حركة الشباب" كانوا يهاجمون جنودًا من الجيش الصومالي، في غارة جوية شنّها الجيش الأميركي على منطقة نائية في هذا البلد الواقع في القرن الإفريقي.
واستهدفت الولايات المتحدة الحركة بضربات جوية عدة في الأسابيع الأخيرة.
وفي مايو الماضي، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بإعادة تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الصومال لمساعدة السلطات المحلية في التصدي لحركة "الشباب"، بعدما كان سلفه دونالد ترمب قد أمر بسحب غالبية القوات الأميركية.
وقبل نحو أسبوعين أعدمت الحركة 7 أشخاص علنًا بتهمة التجسس لصالح الحكومة والاستخبارات الأميركية، من بينهم جندي.
والشهر الماضي، قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: إن وضع حد لتمرد حركة "الشباب" يتطلّب أكثر من مجرد إستراتيجية عسكرية، لكنّه شدد على أن حكومته لن تتفاوض مع الحركة إلا في الوقت المناسب.
وطُرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو عام 2011، لكنهم لا يزالوا منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية.
ومنذ انهيار النظام العسكري عام 1991، غرق الصومال في فوضى، وشهدت البلاد حربًا أهلية، وصعودًا لحركة "الشباب".
وشهدت البلاد أعنف هجوم على الإطلاق في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عندما انفجرت شاحنة مفخّخة في حي تجاري مزدحم في مقديشو ما أوقع 512 قتيلًا.