الأونروا والتحرك نحو رفح.. صحف عالمية تسلط الضوء على الوضع في غزة
تطرقت الصحف العالمية للأوضاع الصعبة في قطاع غزة، التي تتزايد بعد الأحاديث عن قرب هجوم بري إسرائيلي يستهدف مدينة رفح، بالإضافة للمشاكل التي تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بعد قطع تمويلها.
وحتى 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، قررت 18 دولة والاتحاد الأوروبي تعليق تمويلها لـ"الأونروا"، بناء على مزاعم إسرائيل بمشاركة 12 من موظفي الوكالة في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على مستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.
والسبت، حذرت فلسطين، من "خطر شديد" يهدد 1.5 مليون فلسطيني في "حلقة إبادة جديدة" في حال نفذ الجيش الإسرائيلي تهديداته بنقل عملياته إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
لا تمويلات أميركية للأونروا
وتطرقت صحيفة "ذا هيل" في مقال ALEXANDER BOLTON حول إعلان مجلس الشيوخ الأميركي استثناء الأونروا من حزمة المساعدات الخارجية.
وذكرت الصحيفة أن حزمة المساعدات التي قدمها مجلس الشيوخ بقيمة 118.3 مليار دولار لا تتضمن أي تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بعد الاتهامات الإسرائيلية بأن عددًا من العاملين فيها مرتبطون بالهجوم الذي شنته حماس.
ورأى الكاتب أن "التشريع سيحرم الأونروا من تلقي التمويل الأميركي أثناء التحقيق في الادعاءات ضد موظفيها السابقين، رغم حديث مسؤولين أميركيين بأن ذلك لن يقلل من المبلغ الإجمالي للمساعدات المخصصة لغزة".
وأعاد الكاتب الإشارة إلى حديث السيناتور بيرني ساندرز الأسبوع الماضي حول ضرورة إعادة التمويل لوكالة الإغاثة، وأن الفشل في القيام بذلك قد يؤدي إلى خطر وقوع كارثة إنسانية.
غالبية موظفي الأمم المتحدة قتلوا خارج أوقات العمل
من جهتها، أشارت صحيفة "تيليغراف" في مقال كتبه Samuel Lovett and Paul Nuki إلى أن نقص التمويل ليس العقبة الوحيدة أمام الوكالة الأممية، وقال إن عدد الضحايا من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في قطاع غزة هو الأكبر في تاريخ المنظمة، ما يغذي الاتهامات الموجهة لإسرائيل بأنها تستهدف الموظفين بشكل متعمد.
وأشار المقال إلى أن الأسابيع الثلاثة التي تلت هجمات 7 أكتوبر كانت الأكثر خطورة على الإطلاق بالنسبة للعاملين في الأونروا، حيث قُتل 73 شخصًا بالغارات الجوية في أول 20 يومًا من الحرب.
وأكد المقال أن الجيش الإسرائيلي كان يوجه التحذيرات للموظفين الدوليين الذين يعيشون في المجمعات السكنية، لكنه يتجاهل العاملين المحليين من تلك التحذيرات.
الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح
وفي صحيفة "الغارديان" البريطانية، ناقشت الكاتبة روث مايكلسون المخاوف من تكثيف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الجنوبية، وهي المدينة الحدودية مع مصر والتي يأوي إليها أكثر من مليون شخص، والذين قد يجدون أنفسهم بلا مأوى.
وأشارت إلى نضال الأهالي من أجل الحصول على الضروريات الأساسية، مثل الغذاء والمياه النظيفة والمأوى، وهو واقع يومي للسكان النازحين، بينما يفاقم الطقس البارد والممطر الوضع، ويجعل البقاء على قيد الحياة أكثر صعوبة.
وأضافت أن المخاوف من احتمال وقوع رفح في مرمى القوات الإسرائيلية تتزامن مع انقسامات حادة على نحو متزايد داخل إسرائيل بشأن اتجاه الحرب، وضغط الوسطاء للتوصل إلى اتفاق سريع لوقف إطلاق النار.
وجاء في صحيفة "التايمز" تقرير يتحدث عن تصعيد إسرائيل هجماتها على مدينة رفح، حيث تعهد بنيامين نتنياهو بتوسيع الحرب جنوبًا، بزعمه أن هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس لم يتحقق، وأن مقاتلي المقاومة انسحبوا إلى رفح.
وأضافت الصحيفة أنه وعلى الرغم من الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار، يؤكد نتنياهو تصميمه مواصلة القتال، في حين يجزم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن الدعم الأميركي لإسرائيل سيكون أقوى وأفضل في حال عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وتطرقت الصحيفة إلى الصفقة المحتملة التي تم التفاوض عليها في باريس. وترى أن الجدول الزمني للحل لا يزال غير مؤكد، إذ يرفض نتنياهو أي هدنة من شأنها إنهاء الحرب على غزة بشكل دائم.