لا تزال العقوبات الغربية على روسيا تتوالى من غير توقف، مع إحجام موسكو عن الاستجابة لكل الدعوات لوقف حربها المستمرة منذ 20 يومًا على أوكرانيا.
وحظر الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، تصدير الشمبانيا والسيارات الفارهة والأزياء الراقية والإلكترونيات الباهظة الثمن والمعدات الرياضية إلى روسيا.
ونشرت قائمة العقوبات في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي التي تعلن القرارات القانونية للكتلة المؤلفة من 27 بلدًا.
15 فردًا جديدًا
وتتضمن الحزمة الجديدة من العقوبات الأوروبية، 15 فردًا جديدًا، بينهم مالك نادي تشيلسي الإنكليزي لكرة القدم رومان أبراموفيتش، بالإضافة إلى أشخاص يعتبرون "مروّجي دعاية" لروسيا وتسع شركات رئيسة في القطاعات العسكرية والطيران وبناء السفن وصناعة المعدات في روسيا.
وهذه هي الضربة الثالثة التي يتلقاها أبراموفيتش المقرب من الرئيس فلادمير بوتين، بعد عقوبات طالته من قبل المملكة المتحدة، سبقتها عقوبات فرضتها كندا.
ويمتلك أبراموفيتش حصصًا في شركة الصلب العملاقة إيفراز. كذلك يملك حصصًا في شركة Norilsk Nickel الروسية المتخصصة في تعدين وتصنيع النيكل والبلاديوم.
وحظرت عقوبات الاتحاد الأوروبي الاستثمارات والمساعدات في قطاع الطاقة الروسي والواردات من الصلب المصنع من روسيا.
كما منعت وكالات التصنيف الائتماني أيضًا من تقييم المؤسسات والشركات الروسية.
وكشف مسؤول في الاتحاد الأوروبي للصحافيين شرط عدم كشف هويته، أن حظر الصادرات الفاخرة من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا كان محاولة "لاستهداف النخب والأوليغارش" في روسيا.
وأصبحت الرفاهية التي يتمتع بها الأوليغارشية الروسية هدفًا رئيسًا للسلطات الغربية في سعيها إلى إلحاق ضرر مالي بروسيا بسبب هجومها العسكري.
وقبل ذلك، كان هناك 862 شخصًا و53 كيانًا روسيًا على هذه القائمة السوداء التي تحظر الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي، وتسمح بمصادرة ممتلكاتهم.
وأضاف المسؤول الأوروبي، أن إجمالي مبيعات الاتحاد الأوروبي من السلع الفاخرة لروسيا تبلغ قيمتها 3,5 مليارات يورو سنويًا.
من جانبه، قال مسؤول أوروبي آخر: "نريد فقط استهداف المنتجات التي تعتبر سلعًا فاخرة، حتى لا نهاجم المواطن الروسي العادي الذي يريد شراء أجهزة منزلية أو سيارات أخرى أقل قيمة".
إجراءات عقابية
كذلك، حظر تصدير الأعمال الفنية، والتحف والمجوهرات بما في ذلك الماس واللؤلؤ والساعات وغيرها من السلع القيّمة وكذلك الملابس الراقية والمعدات الرياضية.
وبيّن مسؤول أوروبي، أن هذه الإجراءات العقابية فرضت على "عدد من الدول المارقة مثل كوريا الشمالية".
والجمعة الماضية، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، "حزمة رابعة من الإجراءات لزيادة عزلة روسيا وتجفيف الموارد المستخدمة في تمويل هذه الحرب الهمجية".
وكانت دول الاتحاد الاوروبي اعتمدت عقوبات مالية واقتصادية غير مسبوقة ما أدى إلى انهيار الروبل الروسي.
وبحسب وزير المال الفرنسي برونو لومير، فإن هذه العقوبات الهائلة فعالة، وستؤدي إلى تراجع إجمالي الناتج الداخلي في روسيا بنحو 8%.
لكن رغم ذلك، قالت روسيا إن لديها "موارد كافية" لإتمام الهجوم الذي تشنه ضد أوكرانيا، وذلك تعليقًا على العقوبات الغربية التي تتزايد يومًا بعد يوم ضدها، في محاولة لثنيها عن مواصلة الهجوم على الجارة أوكرانيا.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط ترمي لانضمام الأخيرة إلى كيانات عسكرية؛ بينها حلف شمال الأطلسي، كما تشترط التزام كييف بالحياد التام.