أعلن أوليغ تينكوف، الملياردير الروسي مؤسس أكبر بنوك البلاد "تينكوف"، أن التدخل العسكري لبلاده في أوكرانيا "لا يمكن قبوله"، مؤكدًا معارضته للحرب.
ومع تشديد الولايات المتحدة وأوروبا للعقوبات على أثرياء روسيا، بما في ذلك الوعد "بمطاردة" اليخوت والقصور الخاصة بهم، بحسب فوربيس، بدأ قلة من الذين جمعوا ثرواتهم وهم محافظين على ولائهم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين التحدث علنًا عن معارضتهم العملية العسكرية ضد أوكرانيا.
"نعارض هذه الحرب"
وأضاف تينكوف في بيان عبر حسابه الرسمي على منصة إنستغرام، أنه يعمل على إنقاذ حياة المصابين بسرطان الدم، وذلك من خلال الوقف الذي أسسه قبل فترة. وأشار إلى إصابته هو أيضاً بالسرطان، مردفاً: "شعرت شخصيًا بمدى هشاشة الحياة".
وأردف: "الآن في أوكرانيا، يفقد العديد من الأبرياء يومياً حياتهم، هذا غير مقبول"، مشددًا على ضرورة أن تنفق الدول أموالها في تحسين معيشة الناس بدلاً من إنفاقها في الحروب. وتابع مدونًا أمام صورته وعائلته: "نحن نعارض هذه الحرب".
ويستمرّ الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم السادس على التوالي، من دون أن تظهر في الأفق أيّ "بشائر" تسوية أو هدنة، رغم عقد أول محادثات مباشرة بين موسكو وكييف في بيلاروسيا أمس، في موازاة استمرار فرض دول الغرب عقوبات بالجملة على روسيا، واكبت إعلان بوتين البدء بحملته العسكرية الخميس الماضي.
وتأتي هذه الخطوة من قبل "تينكوف" عقب مواقف مشابهة أعلن عنها الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان ومواطنه أوليغ دريباسكا.
المدينة المفضلة
فريدمان الأوكراني الأصل، كان أول الأثرياء الكبار الذين جاهروا بمعارضتهم الهجوم الروسي على الجارة، ونقلت "فاينانشال تايمز" عن مؤسس بنك ألفا، أكبر بنك خاص في روسيا، قوله: "أنا لا أدلي بتصريحات سياسية، فأنا رجل أعمال مسؤول عن عدة آلاف من الموظفين في روسيا وأوكرانيا. وأنا مقتنع أن الحرب لا يمكن أن تكون الحل أبدًا. بل ستكلف هذه الأزمة أرواحًا وستدمر دولتين كانتا شقيقتين منذ مئات السنين".
ويذكر أن فريدمان ترعرع في غرب أوكرانيا حتى بلغ السابعة عشرة من عمره. ولا يزال والديه يعيشان في لفيف، التي أطلق عليها "مدينته المفضلة". وهي واحدة من المدن التي استهدفها الجيش الروسي.
السلام مهم
من جهته، دعا ديريباسكا، في منشور له على تطبيق "تليغرام" إلى بدء محادثات السلام بين البلدين "بأسرع ما يمكن".
وكتب ديريباسكا، الذي أسس شركة الألمنيوم الروسية العملاقة "روسال"، ولا يزال يملك فيها حصة من خلال أسهم في شركتها الأم المدرجة في بورصة لندن: "السلام مهم جدًا".
وديرباسكا مدرج في قائمة العقوبات الأميركية على روسيا منذ عام 2018 بسبب صلاته المزعومة بالحكومة الروسية، والتي اتخذ إجراءات قانونية للطعن فيها.
وذكرت بعض التقارير أن الكرملين قد بدأ بممارسة الضغوط على بعض أفراد النخبة في موسكو في عالم الأعمال والمال والإعلام بسبب معارضتهم للهجوم الروسي على أوكرانيا.