يواجه أطفال غزة تهديدًا ثلاثيًا مميتًا وفق تقارير منظمات إنسانية وأممية، مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف وغيرها.
ويتمثل التهديد في انخفاض التغذية إلى مستويات خطرة، واستمرار التصعيد الذي يستهدفهم مباشرة، وارتفاع الإصابة بالأمراض.
ودفع كل ذلك المنظمات وعلى مدار الأشهر الماضية للمطالبة بالاستجابة للوضع الصعب، الذي يعيشه الأطفال في القطاع، والسماح للحالات الطبية العاجلة بالوصول بأمان إلى الخدمات الصحية الحيوية أو السماح لها بالمغادرة إلى خارج القطاع، وإجلاء الأطفال المصابين والمرضى برفقة ذويهم.
وكان الطفل فايز يلفّ ذراعيه حول عنق أمه، ويلصق وجهه بوجهها، بينما كانت دموعها تنهمر قبل أن يغادر قطاع غزة من دونها للعلاج من السرطان.
وفايز طفل من مجموعة من الأطفال سمح لهم بمغادرة غزة لأسباب طبية. قال والداه إن سلطات الاحتلال لم تقبل طلب سفرهما. ولا تعرف الأسر بالضبط أين سيتعالج فايز وبقية الأطفال، لكنهم يعتقدون أن أفضل فرصة لهم هي الانضمام إلى قافلة من حافلتين وأربع سيارات إسعاف انطلقت إلى مصر، عبر الأراضي المحتلة، مع نحو عشرين طفلًا آخرين وبعض المرافقين من الكبار حسب وكالة "رويترز".
ظلم الاحتلال
ونشرت الإعلامية الفلسطينية هدى نعيم، على مواقع التواصل، مقطعًا يظهر لحظة وداع فايز لوالدته أثناء توجهه للعلاج في الخارج، من دون مرافقة أحد من والديه.
وأبدت والدة فايز استغرابها من رفض الاحتلال سفرها إلى جانب طفلها وخوفها الشديد عليه، وهو مسافر إلى بلد آخر للعلاج من مرض حساس.
وكتبت الناشطة هديل الفرا: "لم يسمح إلا لعدد قليل من مرضى السرطان بمغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج. وهذا الصبي واحد منهم، لماذا يبكي؟ لأن إسرائيل لم تسمح لوالديه بالخروج معه. هل تفهم هذا؟ الطفل المصاب بالسرطان يعيش وحيدًا من دون أمه".
وكتب مصمم المحتوى عدنان عجارمة: "لا كلمات تعبر عن ظلم هذا الاحتلال وعن حجم الخذلان".
وأعلن مصدر طبي في مدينة العريش المصرية رسميًا عبور 21 مريضًا بالسرطان من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر كرم أبو سالم، بينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سمح بإخراج 68 طفلًا مصابًا وبحاجة إلى رعاية طبية من قطاع غزة عبر المعبر ذاته.
ويعتبر الوضع كارثيًا بالنسبة إلى الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال مرضى أو مصابون، إذ تفاقمت أمراضهم بسبب ما يقرب من 9 أشهر من القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، والذي دفع كل سكان القطاع تقريبًا للنزوح من منازلهم وأوصل النظام الصحي إلى حالة شديدة السوء.