تتواصل المعارك بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال المتوغلة في مناطق عدة من قطاع غزة، وتترافق مع قصف إسرائيلي عنيف على القطاع، ما دفع موجات جديدة من الفلسطينيين إلى النزوح.
وعاد القتال بقوة إلى مدينة غزة ومخيم جباليا في شمال القطاع ومخيم النصيرات في وسطه، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد زعم "تفكيك" كتائب حركة "حماس" في هذه المناطق.
وتشهد مدينة رفح في جنوب قطاع غزة اشتباكات وقصفًا إسرائيليًا دفع 450 ألف شخص إلى النزوح منها، وفقًا للأمم المتحدة التي تقول إنه "لا مكان آمنًا" في غزة.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التصعيد العسكري في رفح بـ"المروّع". ونقل عنه المتحدث باسمه فرحان حق قوله: "هذه التطورات تعيق بشكل أكبر وصول المساعدات الإنسانية وتؤدي إلى تفاقم الوضع المأساوي".
موجات نزوح جديدة
وفي هذا السياق، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الثلاثاء أن نحو 450 ألف شخص نزحوا من رفح منذ أن أصدر الاحتلال أوامر إخلاء في السادس من مايو/ أيار الحالي.
وترك 100 ألف شخص آخرين منازلهم وسط تجدّد القتال في شمال غزة، حسبما ذكرت الأمم المتحدة، ممّا يعني أنّ حوالي ربع سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون شخص قد نزحوا مجدّدًا خلال ما يزيد قليلًا عن أسبوع.
وأفادت الوكالة عبر حسابها على منصة "إكس"، "تقدر الأونروا أن ما يقرب من 450 ألف شخص نزحوا قسرًا من رفح منذ السادس من مايو" من دون أن تحدد إلى أين توجهوا.
وأصدرت إسرائيل في ذلك اليوم أمر إخلاء من شرق رفح، بينما تستعدّ لهجوم برّي على المدينة المكتظة بالنازحين.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت من كارثة "كبيرة" في حال شنّت إسرائيل هجومًا مباشرًا على المدينة التي يتكدّس فيها حوالي 1,4 مليون شخص، غالبيتهم من النازحين.
وقالت الأونروا إنّ "الشوارع فارغة في رفح مع استمرار العائلات في الفرار بحثًا عن الأمان".
وأردفت: "يواجه الناس الإرهاق المستمر والجوع والخوف. ولا يوجد مكان آمن. والوقف الفوري لإطلاق النار هو الأمل الوحيد".
لا أماكن آمنة
وطلبت إسرائيل من سكان مناطق عدّة في رفح إخلاءها والتوجّه إلى "المنطقة الإنسانية" التي قالت إنها أقامتها في المواصي إلى الشمال الغربي من رفح، رغم أنّ منظمات إنسانية حذّرت من أنّها غير قادرة على استقبال أعداد إضافية من النازحين.
من جهتها، أضافت الوكالة في منشور آخر "تستمرّ العائلات في الفرار حيثما استطاعت، بما في ذلك إلى الأنقاض...، بحثًا عن الأمان. لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل في غزة".
وحذّرت الأونروا في وقت لاحق الثلاثاء من أنّ البنية التحتية في خانيونس "دُمّرت بالكامل".
وقالت: "لا توجد مياه ولا كهرباء ولا صرف صحي"، مشيرة إلى أنّ "النازحين الفارّين من رفح يعودون إلى المناطق المدمّرة التي لا تصلح للعيش بأي حال من الأحوال".